Logo
تبرع الآن

الكاردينال بيتسابالا يشكر البابا فرنسيس على رسالته وتضامنه

الكاردينال بيتسابالا يشكر البابا فرنسيس على رسالته وتضامنه

*ترجمة غير رسمية لإي اقتباس يرجى استخدام النص الأصلي باللغة الإيطالية – ترجمة مكتب الإعلام البطريركي

أيّها الأبُ الأقدس، باسم البطاركةِ والأساقفةِ وجميع المؤمنينَ في منطقتنا، أودُّ أن أعبِّرَ عن امتنانِنا لقداستكم على الرسالةِ التي أُرسلت في السابعِ من تشرين الأول، وعلى تضامنِكم وقربِكم منّا. شكرًا جزيلاً قداستكم، لكونِكم القائدَ الوحيدَ الذي يأخذُ بعينِ الاعتبارِ معاناةَ الجميع، وتذكّرنا بضرورةِ عدمِ فقدانِ إنسانيّتِنا في ظلِّ هذه الأوضاعِ المأساوية. 

سُعدنا برسالتِكم، حيثُ لم تعبروا فقط عن قربِكم منّا، بل قدّمتم لنا أيضًا المشورةَ لنستمرَّ في العيشِ في ظُلمةِ هذه الأيامِ الطويلة، والتي تبدو أنّها لن تنتهي، لكننا نعلم أنّها ستنتهي يومًا ما. 

ألهمتنا رسالتُكم بعضَ الأفكارِ التي تشاركنا بها، والتي أودُّ أن أحملَها لقداستِكم، باسمِ الأساقفةِ والكهنةِ والرهبانِ والمؤمنين وما يحملونهُ من همومٍ وآمالٍ وتخوفات. 

مرَّ عامٌ على السابعِ من تشرين الأول وعلى بدءِ دوامةِ العنفِ التي أشعلتها "فتيلةُ الكراهية"، كما وصفتها، والتي أودت إلى حربٍ تبدو بلا نهايةٍ في منطقتنا، والتي تزرعُ الموتَ والدمار، ليس فقط في البنى التحتيةِ المادية، ولكن أيضًا في حياةِ الناس وعلى مختلفِ المستويات. 

كما أنَّ السابعَ من تشرين الأول كان يومًا مخصَّصًا للصومِ والصلاةِ والتوبة، متّحدين معكم أيّها الأبُ الأقدس، متضرّعين إلى اللهِ العليِّ أن يمنحَنا السلام. إنّها أسلحتُنا، "أسلحةُ الحب". إنّها ردُّنا على انعدامِ الثقةِ التي تتفاقمُ في قلوبِ الحكّامِ وبيننا أيضًا. 

في هذا الوقتِ المؤلم، سنستمرُّ في البقاءِ قريبين من الشعبِ المقدس، ومن جميع أشكال المعاناة، وسنسمحُ لقلوبِنا بأن تتأثرَ، متخلّين عن أولوياتنا الخاصة، لمواصلةِ خدمةِ شعبِنا بكل السبلِ الممكنة. في هذا السياقِ من الكراهيةِ المتجذرة، هناك حاجةٌ إلى التعاطف، وإلى أعمالٍ وكلماتِ المحبةِ التي قد لا تغيرُ مسارَ الأحداث، لكنها تجلبُ الراحةَ والعزاءَ، وهو ما نحتاجُ إليه جميعًا بشدة. 

خلالَ هذه الأشهر، بقي الكهنةُ والرهبانُ والرهبانياتُ في خدمةِ الجماعاتِ المسيحية وجميع المتضررين، حتى في أخطر الأماكن. هناك العديدُ من المتطوعين والمتطوعات الذين لم يتوانوا عن مساعدةِ إخوانهم وأخواتهم رغمَ الخطر. 

لن نستسلمَ للأحداثِ التي تبدو أنّها تُبعِدُنا عن بعضِنا البعض، بل سنسعى دائمًا لنكونَ بُناةً للسلامِ والعدل، دون الخضوعِ لمنطقِ الشرِّ الذي يسعى لتفريقِنا. نعلم أنَّه ليس بالأمر السهلِ أن نحبَّ أعداءَنا وأن نصلي من أجلِ مضطهدينا (متى 5: 44) لكننا لن نتوقفَ عن الصلاةِ طالبين النعمةَ والحريةَ من الله. في هذا، نستلهمُ من العديدِ من الأمثلةِ لرجالٍ ونساءٍ من كلِّ الدياناتِ الذين، رغم تعرضهم للعنف والموت، كان لديهم القوةُ الداخليةُ لعدمِ الاستسلامِ لمنطقِ الكراهية، وكانوا قادرين على النطقِ بكلماتِ الغفران، واتخاذِ خطواتٍ من الفهمِ والأمل. إنهم "البقيةُ الصغيرةُ" التي يمكنُ أن نبدأَ معهم من جديد. 

إنَّ الحوارَ بين الأديانِ أصبحَ مشوهًا. وقد سادت الشكوكُ بيننا. لكننا سنلتزمُ باستئنافِ العلاقات، وإعادةِ بناءِ الثقةِ التي بدت أنّها قد تزعزعت، وجعلِ الإيمانِ مكانًا للقاءِ وليس ذريعةً للانقسام. في هذا الوقتِ الصعب، تعلّمنا أنَّه يجبُ أن نبني علاقاتِنا في المستقبلِ بشكلٍ أقوى وأكثرِ صدقًا، لبناءِ سياقاتٍ حقيقيةٍ وجادّةٍ للسلامِ والاحترام. 

لن نتوقفَ عن أن نكونَ صوتًا هادئًا، ثابتًا، وحرًا لأولئك الذين لا صوتَ لهم. لن نتخلّى عن أيّ شخصٍ يطرقُ أبوابَنا، وسنكونُ قريبين من كلِّ من هم في ألمٍ وحاجةٍ ويشعرون بالوحدة. 

نعلم أنّنا لسنا وحدَنا، وأنَّك معنا ومع كلِّ من "يعانون من جنونِ الحرب". سنحملُ إلى جميع المؤمنين وإلى كلِّ من نلتقي بهم رسالتَكم عن السلامِ والقربِ والعزاء. 

شكرًا لك، أيّها الأبُ الأقدس! 

سنستمرُّ في الصلاةِ من أجلِ السلام، واثقينَ في عملِ الله، سيدِ الزمانِ والتاريخ. 

وبشفاعةِ العذراءِ الطاهرة، نُكِلُ إلى الله جميعَ نياتِك وخدمتَك للكنيسةِ الجامعة، أنتَ راعيها الأعلى.