أصحاب السيادة الأساقفة الأجلاء،
النائب البطريركي لدى الأردن،
رئيس وأعضاء مجلس الأمناء،
رئيس الجامعة والإداريون والأكاديميون،
الخريجون وأولياء الأمور والأصدقاء،
مساء الخير لكم جميعاً،
آتي إليكم من القدس التي تحييكم، وتحيي محبتكم، وتحيي تضامنكم، ونعرب عن هذه الأخوة والصداقة العميقة ما بين القدس وعمّان. حيا الله القدس وحيا الله عمان.
إن التخريج اليوم هو مصدر فرح وسرور للخريجين وأهاليهم الأعزاء الذين تعبوا لكي يروا هذا اليوم البهيج في حياتهم وحياة أبنائهم، إنه يوم الثمار اليانعة التي بدأت تظهر على الأبناء والبنات. ولذلك نقول للأهالي: افرحوا ويحق لكم أن تفرحوا بأبنائكم وبناتكم.
إن الجامعة الأمريكية في مادبا، هي مصدر إشعاع ثقافي وفكري في المملكة الأردنية الهاشمية، وفي العالم. إذ أنشأتها البطريركية اللاتينية في عام 2009، عندما وضع حجر أساسها البابا بندكتوس السادس عشر، ودشنها جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله . و انطلقت الجامعة لتخرج اليوم هذا الفوج الحادي عشر من أبنائها وبناتها. شكراً لكل الجهود التي تبذل في الجامعة، تحية لرئيس الجامعة الأستاذ مأمون عكروش ولرئيس مجلس الأمناء السيد عزام شويحات وكل من يعمل معهما من أجل رفعة هذه الجامعة، وتقدمها وحصولها على أعلى المناصب، وبالأخص في توفير فرص العمل التي تتمتع الجامعة بنسبة عالية لها إذ بلغ التشغيل 95% من خريجينا الأعزاء، وهذا رقم قياسي بوقت قياسي لذلك كل الشكر والتقدير.
كما تعلمون أن سير الجامعة هو علامة أمن واستقرار في المملكة الأردنية الهاشمية، وهذا يعود إلى حكمة القيادة لجلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وكل من يعمل من أجل مصلحة الأردن وتقدمه وازدهاره، ودبلوماسية الأردن باتت معروفة ومشهوداً لها في العالم من أجل إحلال السلام والعدالة في المنطقة وفي العالم. وبالأخص في غزه التي زرتها قبل أسابيع ورأيت حجم الدمار فيها ومن ضمن الدمار الذي لحق أهالي غزه هو غياب العلم والتعليم، وغياب المدارس، وغياب الجامعات التي كانت تفخر بأنها تقدم شباباً وشابات مستعدين لخدمة الوطن والإنسانية. فنطلب من الله تعالى أن يحل نعمة السلام، وتسكت الحرب وتوصل المساعدات إلى سكان غزة، وكل فلسطين، وتعود الحياة بعد جهد وعناء وتعود المدارس، وتعود الجامعات. دعونا نقدم حفلة تخريج هذا من أجل السلام والعدالة ودعماً للجهود الدبلوماسية الأردنية والإنسانية في العالم أجمع.
أما العلم والتعليم أيها الأصدقاء، فهو عماد الإنسانية التي نتطلع إلى خدمتها وبنائها في المستقبل، أنتم أيها الخريجون أنتم المستقبل، وأنتم الرجاء تعلمون بأن هذه السنة هي سنة الرجاء، سنة اليوبيل، أنتم إذا فوج اليوبيل، اليوبيل السعيد 2025 سنة من الأعوام الميلادية ومن ميلاد السيد المسيح الذي سنحتفل بعد خمس سنوات أيضا بمرور 2000 سنة على عماده في نهر الأردن المبارك.
أنتم الأمل، أنتم الرجاء، لبناء الإنسانية، ولإسناد الجهود الإصلاحية التي تقوم بها المملكة الأردنية الهاشمية من النواحي السياسية، والإدارية، والاقتصادية من سينهض بكل هذه المخططات هو أنتم... أنتم فوج اليوبيل، فوج الرجاء، وفوج المستقبل الجميل بإذن الله.
أيها الأحباء وكما يقول البابا لاون الرابع عشر، إن زمننا هو زمن الحوار وبناء الجسور. لذلك إننا نرغب في أن تكمل هذه الجامعة مسيرتها الثقافية والروحية من أجل تعزيز ثقافة الحوار كسبيل، والتعاون المشترك كسلوك، والتعارف المتبادل كمنهج ومقياس، لذلك نشدد على أن كل مؤسساتنا التابعة للبطريركية اللاتينية، هي مؤسسات بناء الجسور مع المجتمع وبين المسلمين والمسيحيين، وبين القوميات والأطياف الاثنية التي تتعلم في هذه الجامعة وتجد فيها حصناً منيعاً للمحبة والإخاء والروح العائلية والأسرية.
أهنئ الخريجين ، وأهاليهم ، وكل عائلة الجامعة الامريكية . ليبارك الرب جهودكم لمجد الله ولخير جميع مواطني الاردن العزيز .