كلمة غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا ،
بطريرك القدس للاتين
في المؤتمر الصحفي السابق لتدشين الكنيسة
10 كانون الثاني 2025
الإخوة والأخوات والأصدقاء في كلّ مكان،
يا من جئتم من الأردن، ومن الدول العربيّة والصديقة... أهلاً بكم!
يُسعدنا أن نحتفلّ معكم اليوم، باليوبيل الفضي للحج السنوي إلى موقع المعموديّة – المغطس. ويأتي هذا اليوبيل في غمرة احتفالات الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة باليوبيل الكبير عام 2025 على ميلاد السيّد المسيح.
إنّ اليوبيل، وشعاره "حجاج الرجاء" يقودنا إلى أن نكون دائمًا متفائلين بالأمل والخير والرجاء الذي يسبغه الله تعالى على عباده في هذه الأرض المقدّسة. إنّ الأردن دائمًا هو أرض مقدّسة؛ يعتبر أرض السيّد المسيح وأرض يوحنا المعمدان، وأرض الأنبياء، وأرض المدن العشر.
في هذه البقعة من الأرض ، وخلال ربع قرن، حجّ إلينا بالرجاء حجاج ثلاثة: البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، والبابا بندكتس السادس عشر عام 2009، والبابا فرنسيس عام 2014. وفي عام 2009، سعدنا في هذه المنطقة بوضع حجر الأساس لكنيسة معموديّة السيّد المسيح، بحضور صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وصاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله.
وكلّنا فخر اليوم، بأن نأتي معًا لتدشيّن هذه الكنيسة بعد سنوات من الانتظار والعمل اليوميّ. وأشيد هنا بالجهود التي بذلها مهندس هذه الكنيسة وبانيها، السيّد نديم المعشر، الذي وضع كلّ إمكانياته ووقته وجهده وماله من أجل إنجاح هذا المشروع.
إنّنا نقدّم هذه الكنيسة لتكون في خدمة المواطنين الأردنيين أولاً، وثانيًا لخدمة أبناء المنطقة العربيّة الذين يحجون إلى الأردن. وثالثًا ننادي إلى الدول الصديقة: أهلاً وسهلاً بكم في الأردن. تعالوا، ولا تخافوا. فالأردن بلد آمن ومستقرّ.
ومن هذا المكان، نرفع الصلاة من أجل استتباب الأمن، ووقف إطلاق النار في غزة وفي سائر فلسطين، ومن إيجاد حلّ جذري –إن شاء الله – للقضية الفلسطينيّة. وكذلك، نرفع الصلاة من أجل لبنان مع رئيسه الجديد وسوريا والسودان... ومن أجل كلّ دول العالم التي ما زالت ترغب بالمصالحة والسلام.
لقد زرت غزة قبل ايام ، واحتفلت بكنيسة العئالةالمقدسة ، بعيد الميلاد، مع الكهنة والراهبات والمؤمنين الصابرين ، دعونا لا ننساهم اليوم في صلاتنا .
في هذا الصباح، نرحّب بضيف الأردن، ممثلاً عن قداسة البابا فرنسيس، نيافة الكاردينال بييترو بارولين، شاكرين له ترؤسه للقداس الذي سيجري بعد قليل، والذي نفرح به بتدشين كنيسة المعموديّة.
كلّ الشكر لجميع الجهات التي ساهمت بإنجاح هذا النهار، وبوصولنا إلى هذا الحدث. وإن شاء الله ينعم الرّب على المنطقة بالسلام والطمأنينة فنعود نرى أفواجًا من الحجاج يعودون إلى الأردن، ويحجون إلى مياهه المقدّسة، ويتبركون في هذه الكنيسة، التي تُضاف إلى المعالم التاريخيّة والدينيّة العالميّة.
كلّ الشكر لمجلس أمناء موقع المغطس، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد. وللادارة المحلية كل التقدير . وإن شاء الله يدوم التعاون ما بين الجهات المدنيّة والدينيّة لما فيه دعم للسياحة الدينيّة إلى الأردن الحبيب – الأرض المقدّسة.
