مقابلة - في أول مقابلة له كبطريرك القدس للاتين مع مكتب إعلام البطريركية اللاتينية، تكلّم غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا عن رسالته الراعوية الأولى والوضع المالي للبطريركية وعمل الكنيسة خلال أزمة فيروس كورونا والتحديات التي تواجه المسيحيين والعقلية الإكليروسية في الأرض المقدسة.
١. ما هي أهم المواضيع التي ستتطرق إليها في رسالتك الراعوية الأولى؟
ما زال الوقت مبكرًا للتطرق إلى النقاط الرئيسة لهذه الرسالة الراعوية التي سأكتبها في الأشهر القادمة. أعتقد أنني سأخصص جزءًا منها لتحليل حياة الأبرشية والحالة التي نعيشها. كما سأتكلم في جزء آخر عن دعوة كنيستنا ورسالتها الفريدة للأبرشية والكنيسة بشكل عام التي تأتي إلى الأرض المقدسة عن طرق الحجاج. كما ستحوي الرسالة بالطبع إرشادات راعوية.
أعتقد أن هذه الرسالة يجب أن تعمل على إقامة الحوار في الأبرشية وليس تحديد مباشر للأمور التي يجب القيام بها.
٢. هل يمكنك إخبارنا عن الوضع المالي للبطريركية اللاتينية في الوقت الحالي؟
إن الوضع المالي للبطريركية أفضل في الوقت الحالي إلا أن المشاكل لم تنتهِ بعد. لقد قمنا بسداد الديْن الأساسي للمصارف الخارجية، غير أن ثمة مواضيع أخرى يجب معالجتها في العام القادم. آمل أنه سيكون بإمكاننا إيجاد حل لها بالرغم من الصعوبات المرتبطة بفيروس كورونا (COVID-19).
٣. ما مدى رضاك بشأن عمل الكنيسة في استجابتها للتحديات التي فرضها فيروس كورونا (COVID-19)؟ هل ثمة أمر آخر لم نتمكن من عمله؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال، ذلك أن أزمة فيروس كورونا لم تنتهِ بعد. من جانب، يسعدني نجاح المناشدة التي وُجّهت لجمعية الفرسان ومؤسسات أخرى. كما رأيت التزامات داخلية لجماعاتنا ودعمها لبعضها البعض. إلا أنّي غير راضٍ عن الطريقة التي تعاملت فيها بعض الرعايا مع حياة الأسرار. بينما كان البعض نشيطًا بالرغم من كل شيء، مع التزامه بالقيود التي فرضتها السلطات، كان البعض الآخر أقل حضورًا بكثير. علينا مناقشة هذا الأمر حتى وإن اتسمت الحالة بالغموض الشديد، مما يجعل من الصعب تنظيم البرامج في هذه الحالة دائمة التغيّر.
٤. ما هي التحديات التي تواجه المسيحيين في الأرض المقدسة في الوقت الحالي؟
تواجه المسيحيين التحديات نفسها التي يواجهونها دائمًا. ثمة القضايا الاقتصادية التي زادت سوءًا مع أزمة فيروس كورونا وغياب الحجاج. كما يعاني الوضع الاقتصادي في الأردن من مشاكل كثيرة. لدينا العديد من العائلات التي تفتقر إلى أفق لعيش حياة تملؤها الطمأنينة. عرفنا أيضًا المشاكل السياسية. نرى تحديات أخرى في العائلات التي تقرر إنجاب عدد أقل من الأطفال، بالإضافة إلى حاجاتنا للمدارس، ووحدة الأبرشية وسط تنوع جماعاتنا، ومشاكل أخرى.
٥. تطرقت في الماضي إلى موضوع العقلية الاكليروسية. ما مدى تفشي هذه العقلية في الأرض المقدسة بحسب خبرتك؟ كيف يمكن التعامل معها؟
لم أتطرق إلى هذا الموضوع وحدي فحسب، بل تناول البابا فرنسيس هذا الموضوع أيضًا في مختلف اللقاءات. إن مركزية الكاهن وخطر العقلية الإكليروسية بديهيتان جدًا في الأرض المقدسة. ينبغي علينا تعزيز التعاون بين الاكليروس وشعبنا في جميع نواحي حياتنا. لا يمكن تسوية هذا الشأن عبر إصدار مرسوم ما، بل عن طريق التنشئة وتبنّي رؤية طويلة المدى.
بقلم: مكتب إعلام البطريركية اللاتينية/ ساهر قواس