القدس – نضع بين أيديكم الرسالة التي وجهها رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، إلى أبناء وبنات الأبرشية بمناسبة بدء زمن المجيء.
رسالة إلى الأبرشية بمناسبة زمن المجيء
إنّ المجيء هو زمن الانتظار، إنتظار مجيء مخلّصنا يسوع المسيح في حياة كلّ واحد منّا، وفي حياة جماعاتنا الكنسيّة ورعايانا وأبرشيتنا. ويتّسم هذا الانتظار بالسهر والصلاة، كما تدعونا باستمرار قراءات هذا الزمن الليتورجي. إنّه زمن الرجاء والاهتداء. ليس مجيء يسوع ممكنا بدون استجابتنا الفاعلة والشخصيّة.
في هذه المناسبة، أودّ أن أطلعكم على ما يجري في أبرشيتنا في المجال الرعويّ. كما تعرفون، أنشأت الأبرشية مجلسًا راعويًّا، في القدس وعمان، لتطوير عملنا الرعويّ وتنظيمه، امتدادًا لكلّ ما تمّ عمله في الماضي. إنّها مبادرة هامّة. يتكوّن هذا المجلس من كهنة رعايا، ورهبان وراهبات، وأيضًا، وبشكل خاصّ، من علمانيين وأزواج، من جميع مناطق الأبرشية. نأمل أن تساهم هذه الهيئة في إحياء حياتنا الرعويّة في هذه المرحلة من مسيرة أبرشيتنا. فقد حصلت في مجتمعاتنا وفي جماعاتنا الكنسيّة تغيّرات كثيرة تستدعي افاقًا وأدواتٍ رعويّةً جديدة.
لقد بدأ المجلس بالعمل. وبالتعاون مع مجمل الجماعة الكهنوتية، تمَّ اختيار العائلة موضوعًا لالتزامنا الرعويّ لهذه السنة، وللسنوات المقبلة إن دعت الحاجة. كما هو معروف، تشكّل العائلة الخليّة الأولى لرعايانا، كما أنّ الرعية تشكّل الخليّة الأولى لأبرشيتنا. إنّ العمل على تجدّد العائلة الروحيّ والكنسيّ يعني العمل على تجدُّد مجمل أبرشيتنا.
من أجل كلّ هذا، أوجّه النداء إلى الجميع – مؤمنين، ورعايا وعائلات – طالبًا منهم أن يستجيبوا بسخاء والتزام للمبادرات التي ستُتَّخذ لتطوير العمل الرعويّ العائليّ. إنّ تعاون الجميع ومساهمتهم أساسيّان لعملٍ من هذا النوع.
بينما أقول هذا، أوجّه تحيّة من القلب لجميع العائلات المسيحيّة في أبرشيتنا. إنّكم أملُ الكنيسة. أنتم الكنيسة البيتيّة، حيث تُزرَع البذورُ الأولى للإيمان، من خلال القول ومن خلال الإيمان الـمُعاش يوميًّا، على الرغم من صعوبات الحياة، على مثال عائلة الناصرة وبيت لحم المقدّسة، يسوع ومريم ويوسف.
ارجو لكم مجيءَ رجاءٍ وفرحٍ واهتداءٍ روحيّ، استعدادًا لعيد الميلاد، الذي نحتفل فيه بظهور يسوع بيننا.
† بييرباتيستا بيتسابالّا
المدبّر الرسوليّ للبطريركية اللاتينية