Logo
تبرع الآن

كلمة غبطة البطريرك في تخريج طلاب الجامعة الأمريكية في مادبا

أصحاب السعادة،

أعضاء مجلس أمناء الجامعة،

الهيئة الإدارية والأكاديمية،

الخريجين والخريجات وأولياء الأمور والأصدقاء،

اليوم هو يوم فرح وابتهاج، للخريجين وعائلاتهم وللكادر الأكاديمي والإداري وللبطريركية اللاتينية راعية الجامعة. فنحن ملتزمون بنمو وتقدم هذه المؤسسة الأكاديمية.

إن فرحتنا مضاعفة، إذ نحتفل بتخريج ثلاث دفعات من الخريجين الذين لم يتمكنوا من الاحتفال بسبب جائحة كورونا التي أثرت سلباً على النظام التعليمي في العالم وفي الأردن. التعلم الإلكتروني، على الرغم من جديته والتزام المحاضرين والطلاب، أقل نجاعة من التعليم الوجاهي. إلى جانب ذلك، وجد العديد من الآباء أنفسهم عاطلين عن العمل أو يتقاضون رواتب منخفضة. فلم يتمكن العديد من الطلاب من تسديد الرسوم الجامعية. ولكننا اليوم سعيدون بعودة الطلاب إلى قاعاتهم، وكلنا أمل بالتحسن الاقتصادي، وقدرتنا على الاحتفال بالرغم من تحديات الماضي والحاضر.

إن إنشاء جامعة مادبا الأمريكية هو استمرار طبيعي لجهودنا كبطريركية لاتينية في مجال التعليم، لأننا نؤمن بقدرة التعليم على إحداث تحول إيجابي حقيقي في قلوب الأجيال الشابة، وفي بناء مجتمع مزدهر وأمة قوية.

يقول المثل الصيني الشهير: "إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنساناً ". هذا ما نقوم به لتحقيق رسالتنا ورؤيتنا، وهي تعزيز الحكمة والمعرفة. إلى جانب العلم، تسعى الجامعة إلى أن تكون مكان تعزيز للقيم الإنسانية والروحية: التفاهم والتسامح والحوار والسلام والنزاهة الأخلاقية في الحياة اليومية.

من الناحية الأكاديمية، طرحت الجامعة مساقين جديدين: الأول يختص بالأمن الإلكتروني، والآخر لدرجة الماجستير في إدارة الأعمال وتحليلاتها. يأتي ذلك بعد برامج أخرى ناجحة مثل إدارة الموارد البشرية والفنون التطبيقية والتصميم والاتصال المرئي والذكاء الاصطناعي والمختبرات الطبية وعلوم الحاسوب وإدارة المخاطر والهندسة المعمارية والصيدلة التي تستمر للعام الرابع على حصد الدرجة الأولى في امتحانات البورد الأردني للصيادلة.

من ناحية أخرى، لدينا مجلس أمناء جديد. لا أريد تفويت هذه المناسبة لأشكر أعضاءه الذين رافقوا الجامعة في رحلتها لتكون جامعة حديثة من الدرجة الأولى وأن تبقى كذلك. أنا ممتن لكل واحد منهم وكذلك لرئيس الجامعة الجديد، الدكتور مأمون عكروش ولجميع معاونيه الدائبين على تطوير الجامعة وتقدمها.

أهنئ جميع الطلاب: الأردنيين الذين يشكلون معظم الخريجين، ولكن أيضًا القادمين من فلسطين وسوريا والعراق ومصر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى. تفخر الجامعة بتنوعها الطلابي الذين ينتمون إلى 24 جنسية.

أعرب عن امتناني العميق للحكومة الأردنية وخاصة لجلالة الملك عبد الله الثاني، حفظه الله، وإلى وزارة التعليم العالي، لتعاونهم المستمر. الشكر لموظفينا ومعلمينا لتفانيهم؛ ولكم أيها الخريجيون الأعزاء، أنتم أمل أهلكم ووطنكم.

الحضور الكريم،

معًا، دعونا نبني مجتمعًا قويًا، إنسانياً، يسوده التعاون بين المعلمين والإداريين والطلاب، لخير أردننا الحبيب.

مبروك وألف مبروك