روما - عقد أساقفة اللاتين في المناطق العربية (CELRA) اجتماعهم السبعين، بين ١٧ و٢٠ شباط ٢٠٢٠، في العاصمة الإيطالية روما. وقد توقف الأساقفة عند عدد من المواضيع من بينها وثيقة "الأخوة الإنسانية" والإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "الأمازون الحبيب"، ومقترح عقد يوم عالمي للشباب في المناطق العربية، والاتفاق على تحديث النصوص الليتورجية للغة العربية.
افتُتح اللقاء الذي بدأ يوم الثلاثاء بلحظة تشاركية مثمرة استعرض خلالها ١٣ عضوًا رؤيته للوضع الاجتماعي والرعوي في بلده وأبرشيته.
في اليوم التالي وبعد الاحتفال بالذبيحة الإلهية مع قداسة البابا فرنسيس في بيت القديسة مرثا، وتبادل التحيات وأطراف الحديث معه، جرت مناقشة الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "الأمازون الحبيب" للبابا فرنسيس، والأحلام الأربعة التي عبّر عنها في هذه الوثيقة. وقد أدار الجلسة الكاردينال مايكل سيرني، نائب أمين سر قسم المهاجرين واللاجئين في قسم خدمة التنمية البشريّة المستدامة.
أما البند الثاني في جدول الأعمال الذي عرضه سيادة المطران بييرباتيستا بيتسابالا، فتناول تحليل المبادئ التوجيهية في سبيل التطبيق الملموس للإرادة الرسولية "أنتم نور العالم" (Vos estis lux mundi) التي تتضمن قانون السلوكيات لمواجهة ظاهرة الاعتداءات الجنسية في الكنيسة، وضمان تحمل الأساقفة ورؤساء الكنيسة مسؤولية أفعالهم تجاهها.
ناقش الكاردينال غيكوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان والذي أدار الجلسة التالية، الطابع الثوري لوثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي وقع عليها كل من قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب قبل عام في الإمارات العربية المتحدة. نظرًا للطابع الشمولي الذي تتميّز به هذه الوثيقة، فإن تبنيها سيترتب عليه تأثيرات على العلاقات الاجتماعية والسياسية والدينية المستقبلية على الصعيد العالمي.
اتسم جدول الأعمال يوم الأربعاء بطابع محلي، إذ تمت مناقشة قضايا متخصصة بالشرق الأوسط. عُرضت فكرة تأسيس يوم عالمي للشباب يتضمن شبابًا من المناطق العربية فقط. وقد طرح اسم الأردن كبلد مضيف في الاجتماع القادم لمسيحيي الشرق الأوسط، والذي سيُدعى "اليوم العالمي للشباب في المناطق العربية".
كما وبحث الأساقفة في اجتماعهم موضوع التحديثات اللغوية للنصوص الليتورجية باللغة العربية. وتناول بنيامينو ستيلا وسيادة رئيس الأساقفة خوسيه رودريغز كاربالو، العلاقة الدقيقة في بعض الأحيان بين الأسقف المحلي والكهنة والجماعات الرهبانية، مؤكدين على ضرورة اعتمادها على مبدأ الاحترام المتبادل، إذ ينبغي على الأسقف تقبّل الجماعات الدينية والترحيب بها، وفي المقابل على هذه الجماعات أن تتعاون مع أساقفتها بوفاء.
وقد رحّب بالأساقفة ٦ كهنة من البطريركية اللاتينية من بينهم المونسينيور خالد عكشة والأب همام خزوز، والذين يتواجدون في روما لغرض الدراسة أو العمل.
تناول سيادة الكاردينال لورينزو بالديسيري في اليوم التالي، قضية "المجمعيّة في عمل الكنيسة"، داعيًا التغلب على جميع أشكال النزعة الفردية والعقلية الاكليروسية، في سبيل التوصل إلى تعاون أكثر فعالية وعمق من كافة الجوانب، من الرعية إلى الأبرشية، مرورًا بالتسلسل الهرمي كله، مع التحلي بروح المجمعيّة للكنيسة.
هذا واستعرض سيادة رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغير، سكرتير العلاقات مع الدول، الديناميكية الدبلوماسية للكرسي الرسولي في علاقاته مع الدول الأخرى.
انتهى اللقاء مساء يوم الخميس ٢٠ شباط، بسلسلة من النقاشات سلطت الضوء على مواضيع عدة منها المؤتمر الإفخارستي الدولي في بودابست، والذي سيعقد في أيلول من هذا العام، واللقاء الدولي المتعلق بالاتفاقية التربوية العالمية، ومقترح الأسقفية البولندية اعتبار القديس يوحنا بولس الثاني ضمن أطباء الكنيسة.
وقد اختير لبنان ليكون البلد المضيف لمؤتمر مجمع الأساقفة الرسولي في المناطق العربية، الذي سيعقد في شباط ٢٠٢١.