بيان – نضع بين أديكم البيان الصادر عن الأساقفة اللاتين في المناطق العربية في ختام اجتماعهم السنوي الذي عقدوه السنوي في رأس الخيمة (الإمارات العربية المتحدة) خلال الفترة من ٣٠ أيلول ولغاية ٣ تشرين الأول ٢٠١٤، بمشاركة الأساقفة اللاتين القادمين من الجزيرة العربية وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين وإسرائيل وقبرص وجيبوتي والصومال. وبعد تشاور غني بخصوص الوضع الرعوي في بلداننا، درسوا المواضيع الثلاثة المقترحة بحسب البرنامج وهي السلام والمصالحة، الهجرة، العائلة.
عقدنا اجتماعنا السنوي في رأس الخيمة (الإمارات العربية المتحدة) خلال الفترة من ٣٠ أيلول ولغاية ٣ تشرين الأول ٢٠١٤، بمشاركة الأساقفة اللاتين القادمين من الجزيرة العربية وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين وإسرائيل وقبرص وجيبوتي والصومال.
وبعد تشاور غني بخصوص الوضع الرعوي في بلداننا، درسنا المواضيع الثلاثة المقترحة بحسب البرنامج وهي السلام والمصالحة، الهجرة، العائلة.
1) نحن الأساقفة نتشارك الآلام التي يعانيها شعبنا في غزة وسوريا والعراق الذين تعرضوا لتدمير شديد وسقط منهم عدد كبير من الضحايا والجرحى، وكذلك نجد عدم استقرار سياسي في اليمن والصومال. وأن الأخبار التي ترد من مناطق النزاع هذه لفظيعة. فهنالك ٩ ملايين سوري مهجر أو من غير سكن. وأكثر من نصف مسيحيي سوريا والعراق هربوا من بلدانهم لأنهم غير محميين. ولأول مرة من ١٧ قرناً نجد مدينة الموصل خالية من الجماعة المسيحية. بالإضافة إلى آلام أقليات أخرى مثل اليزيديين والأكراد وكذلك العديد من الشيعة والسنة وجميعها لا تتركنا غير مبالين.
ولأجل أن نضع حداً لهذه النزاعات العدمية، يجب علاج الأسباب التي دعت إلى وجودها مثل اللاعدالة الموجودة في فلسطين، والتعصب الديني والطائفي الموجود في سوريا والعراق، دون أن نغفل عن المصالح السياسية والاقتصادية للبلدان التي ساندت الحرب وتبيع الاسلحة.
وعليه نكرر بأنه:
– لا يوجد سلام من دون العدالة واحترام الحقوق الإنسانية والاجتماعية والدينية. ولا يوجد سلام من دون المصالحة والغفران. فالكنيسة تصلي وتعمل لكي تصبح هذه المصالحة واقعاً معاشاً في كل الشرق الأوسط. فمن دون مصالحة حقيقية مبنية على العدالة والغفران، سيكون السلام غائباً، لكون العوامل التي أدت إلى نشوب الصراع ستستمر في إنتاج كره أكثر وحروب أخرى كثيرة.
– لا يمكن استخدام العنف باسم الدين، ولهذا يتوجب احترام كل إنسان مهما كان دينه وعرقه وأقليته. وهنا ننوه إلى دور الكنيسة ومؤسساتها الإنسانية في توزيع المساعدات، بغض النظر عن دين الإنسان، وكذلك إلى الدور البطولي للكثير من المسلمين الذين شجبوا التطرف الديني أو دافعوا عن الأقليات المضطهدة، وهم يعرّضون نفوسهم للخطر.
– للمظلومين الحق في أن يلجأوا إلى حق الدفاع عن النفس، كما للمجتمع الدولي حق باستخدام القوة بشكل مواز لايقاف المعتدي ولرفع الظلم عن هذه الاقليات العرقية والدينية.
2) نحيي ملايين العمال الأجانب الباحثين عن العمل والكرامة الذين تستقبلهم الكثير من البلدان في الشرق الأوسط، ونشكر الحكومات التي تعمل على الاعتراف للعمال بحرية العبادة. فهؤلاء من خلال كفاءتهم وطاقتهم يعملون على بناء البلدان التي تستقبلهم ورفاهية السكان بمقابل رواتب عادلة. وفي الوقت ذاته يطلب الأساقفة من المسيحيين أن يحترموا الثقافة والعادات في البلدان التي تستقبلهم.
لقد قابلنا العديد من الجماعات في دبي وأبو ظبي والفجيرة وأم القوين والشارقة ورأس الخيمة وينتمون إلى 34 جنسية، وأبدينا إعجابنا بإيمانهم وعيشهم في الصعوبات والتضحيات بفرح كبير. إن أغلبية العمال يعطون شهادة للسلام والمسامحة ويتطلعون للمعاملة بالمثل واحترام كرامتهم الإنسانية وحقوقهم الاجتماعية وبشكل خاص المرأة.
3) في ضوء السينودس القادم الخاص بالعائلة الذي يعقد في روما خلال شهر تشرين الأول الجاري، تشاركنا الأفكار حول جمال العائلة المسيحية ومركزيتها وأهميتها، التي يريدها الله تعالى على مثال الاتحاد بين المسيح وكنيسته. فناقشنا العديد من التحديات التي تواجهها العائلة بشكل عام، وبشكل خاص تلك المتعلقة باللاجئين وبالهجرة. فكرنا في الأزواج المنفصلين وكذلك الذين في أزمات، وتساءلنا عن كيفية إيجاد التوازن بين ديمومة الزواج من جهة وحاجة المطلقين المتزوجين من جديد إلى حياة الأسرار من جهة أخرى. كما أكدنا على الحاجة الأساسية للتنشئة الدائمة للعائلة وخصوصاً مرافقة الأزواج الشباب وإشراكهم في الحركات الكنسية التي تعتني بالعائلة.
وفيما ننتظر الكثير من الثمار من السينودس، فإننا ندعو المؤمنين للصلاة من أجل البابا فرنسيس وآباء السينودس، لكي يلهمهم الرب على إعطاء أجوبة ملائمة للتحديات والمخاطر التي تواجه مؤسسة العائلة.
الأساقفة اللاتين في المناطق العربية
رأس الخيمة (الإمارات العربية المتحدة)
في 4 تشرين الأول، عيد القديس فرنسيس الأسيزي