استهل غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، زيارته الراعوية إلى مادبا – الأردن، يوم الأربعاء 22 أيار 2024، وكان في استقباله البطريرك فؤاد طوال، والاب طارق ابو حنا، كاهن الرعية، الاب وجدي سهاونة والاب صمؤئيل كوستانسا، الكهنة المساعدين، وعدد من كهنة البطريركية، والاب ايرومنيس، النائب البطريركي للروم الأرثوذكس، السيد نايف الهدايات، محافظ محافظة مادبا، سعادة رئيس البلدية السيد عارف الرواجيح، بالاضافة لوجهاء عشائر المدينة والاجهزة الأمنية وحشد كبير من المؤمنين والكشافة.
وخلال حفل الاستقبال الذي أُجري في ساحة المدرسة، تم عرض فقرات تاريخية وفنية تعكس عادات وثقافة المدينة، وعبر غبطة الكاردينال عن سعادته لوجوده في مادبا، قائلاً: "تتميز الأردن بترحيبها للضيف دائماً، مادبا هي مدينة ذو أهمية عالية لكل واحدٍ فينا، فهذه الرعية قدمت الكثير من الكهنة ومنهم من أصبح بطريركاً للكنيسة"، وأضاف معلقاً: "مادبا ليست فقط عبارة عن مدينة ذو ماضي وتاريخ عريق، بل هي علامة الحضارة العربية التي لا تفرق بين مسيحي ومسلم، حضارة متجذرة في هذه الأرض، وحان الوقت الان لا لأسمع عن مادبا، بل لأسمع من مادبا".
وفي بداية اليوم الثاني، التقى غبطة الكاردينال مع الطاقم الإداري والتربوي لمدرسة البطريركية اللاتينية في مادبا، حيث كان في استقباله المديرة لبنى هلسة والمديرة خالدة خزوز، وقد قدّمت كل من الاساتذة رشا سماعين رشا حدادين ولينا حجازين كلمة ترحيبية عرضوا فيها تاريخ المدرسة وتطلعاتها المستقبلية، كما قام غبطته بجولة في مختلف أقسام المدرسة.
بعد ذلك توجه غبطته إلى بيت اللقاء الذي يعتني بذوي الإحتياجات الخاصة والتابع لأخوية الرجاء ممثلة برئيستها الأخت كيارا جيورجيو، حيث إلتقى
بالاخوات المكرسات والطاقم التعليمي، وقدمّوا لغبطته هدية من انتاج ذوي الاحتياجات الخاصة وهي عبارة عن لوحة فسيسفاء بعنوان السلام باللغتين العربية والإيطالية.
لاحقاً قام غبطته برفقة كاهن الرعية ومساعديه بزيارة راهبات سيدة الرحمة وإلتقى برئيسة الدير الأخت تيرزا دا سليفا.
مساءً، ترأس غبطة الكاردينال حفل تخريج طلاب الثانوية العامة، بحضور طاقم المدرسة الإداري والتعليمي ومختلف روؤساء الكنائس والاجهزة الأمنية وأهالي الطلبة، وخلال الحفل عبرَّ غبطته عن سعادته الكبيرة بهذا العدد الكبير من الخريجين متمنياً لهم التوفيق والنجاح في خطواتهم القادمة، قائلاً: "خطواتكم المستقبلية بدأت من هُنا، سأكون سعيداً جداً في المستقبل عندما ألتقي بكم في وظائفكم المستقبلية وتعرفّون عن أنفسكم انكم خريجي مدرسة البطريركية".
في اليوم الثالث، زار غبطة الكاردينال كنيسة القديس يعقوب الرسول في ماعين، حيث إستقبله رئيس الدير الأب باول بارابينو الذي عبَّر عن سعادته بهذه الزيارة، كما وتخللها العديد من الزيارات للعائلات والمرضى من أبناء الرعية.
ترأس غبطة الكاردينال صباح يوم الجمعة 24 أيار قداس أول مناولة والتثبيت الأقدسيّن في كنيسة الروح القدس – حنينا، حيث منح السّرين المقدسين لـ 39 طالب وطالبة من أبناء الرعية، وأشار غبطته في عظته عن أهمية تنمية هبّات الروح القدس في حياة المؤمن.
اجتمع غبطة الكاردينال بمختلف فعاليات الرعية، حيث تم عرض المشاريع المستقبلية لتطوير فعاليات الرعية، من ضمنهم مشروع تطوير مبنى المدرسة والمسرح الذي يعد من أوائل المسارح في الممكلة الاردنية الهاشمية، كذلك قدّم الكشاف، الشبيبة، الجوقة والاخوية نبذة تاريخية عن فعالياتهم وأهدافهم مستقبلية.
بدأ غبطته اليوم الرابع بزيارة راهبات الوردية كما وزار منطقة مكاور حيث استشهد القديس يوحنا المعمدان، وقد كان في استقباله سعادة النائب مجدي اليعقوب، والسيدة بسمة سلايطة نائبة رئيس بلدية مادبا، والسيد محمد الشخانبة، رئيس بلدية جبل بني حميدة، والسيد وائل جعنينة، مدير سياحة مادبا والسيد عبدالله البواريد، مدير اثار مادبا، وفي ذات المنطقة قاموا بزيارة مشروع نساء بني حميدة للنسيج وكنيسة الاسقف ملاخيوس الذي يعود تاريخها للقرن السادس الميلادي، ثم توجهوا إلى جبل نبيو حيث كان في إستقباله الآباء الفرنسيسكان.
كما وقام بزيارة روضة ومدرسة البطريركية الثانوية للبنين ومقر الكشاف الدائم للتخييم، ثم زار مجموعة من أبناء الرعية، واختتم اليوم بالقداس الإلهي.
اليوم الخامس والأخير، ترأس غبطته القداس الإلهي في ماعين ومن ثم ترأس قداس الأحد الصباحي في كنيسة مادبا.
قام بزيارة محافظة مادبا حيث كان في استقبله عطوفة المحافظ نايف الهدايات، محافظ محافظة مادبا، والسيدة عبير الخزوز، نائب المحافظ، ووفد المحافظة، وخلال الزيارة شكر المحافظ غبطة الكاردينال على هذه الزيارة التي تعكس العلاقة المتينة والتعايش بين المسيحيين والمسلمين، ومدح غبطة الكاردينال المحافظة على الإنجازات الحضارية التي تسع المحافظة على تحقيقها، قائلاً: "زيارتنا مهمة لانها جعلت مدينة مادبا أوضح في نظري ونثمن دور المحافظة في إهتمامهم والدعم الذين يقدمونه للمحافظة بإهتمامهم في كنائسها وزوارها وتاريخيها". ثُمَّ زار بلدية مادبا، كان في إستقباله السيد عارف الرواجيح، رئيس البلدية، والسيدة بسمة السلايطة، نائب رئيس البلدية، في دار البلدية.
لاحقاً، قام بزيارة كنيسة الروم الارثوذكس (الخريطة) وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، واختتم زيارته بالقداس الحبري محتفلاً بأحد الراعي الصالح، وهو الأحد المخصص للصلاة من أجل الكهنة.
في عظته، شدد غبطته على ضرورة الوحدة بين الراعي والقطيع، مشيراً إلى أنه من الضروري أن يحافظ الرعاة على وحدتهم مع السيد المسيح، فيقودوا شعب الله إلى الوحدة الحقيقية، لتكون بالحق رعية واحدة وارعٍ واحد: "نعم كثيرة ومتنوعة هي النشاطات الرعوية ولكن يجب ان يسعى الراعي إلى وحدتها حتى تبقى متماسكة وتعمل سوية من أجل الخير العام وبشرى الإنجيل وتحقيق الوحدة التي نسعى لها في حياتنا". وأنهى غبطته طلباً من المؤمنين أن يصلوا من أجل الحبر الأعظم والأساقفة والكهنة جميعهم، لكي يبقوا امينين على رسالتهم ودعوتهم وأن يسعوا هم أيضاً ليكونوا جسدا وحدا لراع واحد وهو المسيح.