الإخوة والأخوات الأعزاء،
سلام الله معكم !
إن المحبة والصلاة هما الروح التي تنعش أسرة بطريركية القدس للاتين، خاصة في الأوقات العصيبة. لقد تم مساعدة العديد من العائلات وتخفيف الكثير من معاناتها بفضل تجاوبكم مع النداءات السابقة وهي كوفيد-19، غزة 2021، انفجار مرفأ بيروت، وزلزال سوريا وتركيا.
في كل هذه المواقف سمعنا واستجبنا لصرخة الفقراء. مرة أخرى، تدوّي صَرخاتهم في الأرض المقدسة بسبب الحرب المشتعلة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
لم يتسبب عن الأزمة الحالية الموت والدمار والجوع في غزة فحسب، بل أيضًا ارتفاع معدلات البطالة، خاصة في منطقة بيت لحم، وغيرها من القضايا الاجتماعية في جميع أنحاء الأرض المقدسة. نحن نواجه أزمة تؤثر على عدد هائل من العائلات من مختلف الديانات، وعلى جميع مؤسساتنا بما في ذلك المدارس والمستشفيات والرعايا. وفي غزة، أشركنا في مواردنا المادية من هم أبعد من أسوارنا لتشمل جيراننا. التنسيق واضح بيننا وبين شركائنا المحليين الذين مدّوا لنا يد المساعدة. نحن نتقاسم كل شيء تقريبًا، بدءًا من الغذاء والماء وحتى الأدوية والإمدادات. لقد تعلمنا في هذا الوقت العصيب أنه من أجل إعادة بناء العالم المادي، يجب علينا بناء وتنمية الثقة بين الناس.
لقد اتصل بنا مئات الأشخاص من جميع أنحاء العالم وعرضوا تقديم الدعم الملموس. نحن على وعي بما علينا القيام به في مثل هذه الظروف، كما فعلنا في الأزمات السابقة، وسوف نفعل هذه المرّة ايضاً. نرجو مساعدتنا على إحداث فرق ملموس وبناء البيئة اللازمة حتى نتمكن مرة اخرى من زرع بذور الثقة والرجاء والمحبة ، في هذا المجتمع الذي شوهته الكراهية.
تأكدوا من صلاتي وامتناني لكل واحد منكم!
القدس، 2 تشرين الثاني 2023
في المسيح،
† الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالّا
بطريرك القدس للاتين