إلى جميع الكهنة والجمعيات الرهبانية والمؤمنين في أبرشية القدس
أحبائي،
ليمنحكم الربّ السلام!
لقد فرض تفشي وباء COVID-19 في العالم وفي مناطق أبرشيتنا قيودًا تحول دون المشاركة في الطقوس الإلهية. بالفعل، تم تعليق الأنشطة الرعوية وخاصة الاحتفال بالأسرار المقدسة إلى حد كبير منذ عدة أسابيع، بما في ذلك المشاركة في الاحتفال بسر الإفخارستيا. كما قلنا بالفعل مراراً، إنها أمور جديدة لم نشهدها من قبل وتتطلّب منا إيجاد أشكال جديدة من الاحتفال.
في غضون أيام قليلة سيبدأ الأسبوع المقدس، وهو قلب السنة الليتورجية. وحتى في تلك المناسبة ستكون إمكانيات الاحتفال محدودة للغاية.
إن قلب أسبوع الآلام، بطبيعة الحال، هو القبر المقدس. وفي أعقاب التعليمات التي فرضتها السلطات المدنية ستكون الاحتفالات في القبر المقدس حتما مقلّصة. وبالإضافة إلى التعليمات الشديدة المتعلقة بفيروس كورونا، هناك القيود الّتي يفرضها "الستاتوس كو" والّتي لا تسمح لرعايانا ورهبانياتنا بالمشاركة الرعوية. بالطبع لن يتم التنازل، بأي شكل من الأشكال، عن الاحتفال بالثلاثية الفصحية في أقدس مكان لدينا، ولكنه لن يكون متاحا لجزء كبير من الأبرشية.
لهذا السبب، سيتم الاحتفال بكامل الثلاثية الفصحية المقدسة باللغة العربية في كنكاتدرائية البطريركية، ويحييها بعض الإكليريكيين وسيبثها على الهواء مباشرة المركز المسيحي للإعلام. وسترسل أمانة سر البطريركية التفاصيل العملية ومواعيد الاحتفالات في الوقت المناسب.
في الأيام القليلة الماضية، تمّ نشر عدة وثائق من قبل الكرسي الرسولي، تتعلق بالاحتفالات الليتورجية الخاصة بعيد الفصح للكنائس التي لا يمكنها الاحتفال كالمعتاد. تم نشر مرسوم من مجمع العبادة الإلهية في ٢٥ آذار. وفي نفس التاريخ، نشر مجمع الكنائس الشرقية، مرسوماً للكنائس التابعة له، ومن ضمنها بطريركيتنا. وفي 19 فبراير، نشرت الدائرة الرسولية للتوبة la Penitenzieria Apostolica مذكرة حول سر المصالحة ومرسومًا بشأن الغفرانات لمرضى COVID-19.
مع مراعاة الوثائق المذكورة أعلاه والقيود التي تقررها الحكومات المدنية المختلفة في منطقة أبرشيتنا، أود أن أبلغكم بالأحكام المتعلقة بالأسبوع المقدس.
١. أحد الشعانين
تُلغى دورة الشعانين. ومع ذلك، أدعو جميع كهنة الرعايا أن يقوموا، بقدر استطاعتهم، بتوفير أغصان الزيتون، المباركة مسبقاً، لمؤمنيهم، وكذلك زجاجات المياه المباركة، وذلك حيث يتمكن المؤمنون من أخذها إلى بيوتهم.
٢. قداس الميرون
لا أرى معنى كبيرًا للاحتفال بقداس الميرون في غياب كهنة الأبرشية. ولهذا السبب سيتم الاحتفال به في القدس حوالي عيد العنصرة، آملين أن تكون القيود قد أزيلت، أو، على أي حال، أن يكون قد تم تقليصها بما يكفي لنكون قادرين على الاحتفال. وستكون المناسبة العامة والرسمية لاستئناف الأنشطة الراعوية، وسيكون من الجميل أن نجد الكنيسة بأكملها متحدة في ذلك اليوم. وسيتبع الإبلاغ عن التاريخ والمكان في الوقت المناسب.
٣. الثلاثية الفصحية
إن بنية أبرشيتنا معقدة بسبب تعدد اللغات والتقويمين المعمول بهما. الغالبية العظمى من الرعايا تنطق باللغة العربية، لكنها تتبع تقويمين مختلفين، التقويم اليولياني والتقويم الغريغوري. ثم لدينا الأبرشيات الناطقة باليونانية والإنجليزية في قبرص، والنيابة البطريركية الناطقة بالعبرية ونيابة المهاجرين حيث لكل فئة لغتها الخاصة. لذلك من المستحيل أن يكون هناك معيار واحد للجميع.
إن المعيار العام الوحيد هو الإرادة الحازمة بمنع تعدد وسائل الإعلام لنقل الاحتفالات الفردية أو الشخصية. في هذه الأيام تبث التلفزيونات في جميع أنحاء العالم بالفعل المئات من البث الديني بجميع اللغات. أود أن أتجنب وجود عدد عشوائي وغير منضبط من الاحتفالات المختلفة التي تبث عبر وسائل الإعلام في الأبرشية. وفي الواقع أعتقد أنه من الأفضل محاولة الحفاظ على الحد الأدنى المطلوب من الوحدة.
أعتقد أيضًا أنه لا معنى كبير للاحتفال بـالثلاثية الفصحية في الكنائس الفارغة من المؤمنين بوجود كاهن وحده أمام الكاميرا. وعلاوة على ذلك، ليست كل الرعايا قادرة على البث التلفزيوني. ولا يكون معنى للاحتفالات الفردية لكل رعية ولكل جمعية رهبانية إن لم يكن بوجود جماعة مؤمنة تلتقي فعليا. وفي غياب جماعة فعلية، أفضل أن يكون هناك حد أدنى من التنسيق والتنظيم والوحدة، على الأقل داخل كل نيابة بطريركية، وأن يتم تجنب التشتت. إنها الطريقة الوحيدة، في هذه اللحظة بالذات، للحفاظ على حد أدنى من الوحدة فيما بيننا.
لا يمكن المشاركة في احتفالات مسجلة مسبقا تنقل في غير وقتها الحقيقي، لذلك يمنع دعوة المؤمنين للمشاركة في الاحتفالات إن لم يكن بالبث المباشر.
وبموجب اقتراح مجمع الكنائس الشرقية، يتم قرع الأجراس يوم السبت المقدس مساءً في جميع الكنائس، حتى حيث لا يتم فيها احتفال، تزامنا مع الاحتفال بالعشية الفصحية الّذي يكون قد وافق عليه النائب البطريركي، وذلك لدعوة الجميع إلى لحظة صلاة واحدة.
فيما يلي تعليمات لكل منطقة من الأبرشية، وقد تم الاتفاق عليها مع كل نائب بطريركي.
١.٣ الرعايا الناطقة باللغة العربية التي تتبع التقويم الغريغوري
أطلب من جميع الرعايا الناطقة بالعربية في جميع أنحاء الأبرشية أن تتحد من خلال البث المباشر الّذي سيقام في الكونكاتدرائية والّذي يحييه طلاب المعهد الإكليريكي. في هذا الوقت بالذات، هي علامة صغيرة لوحدة كنيسة القدس، المتحدة حول الأسقف.
الاحتفالات التي تقام في البطريركية تتبع التقويم الغريغوري. بالنسبة للرعايا الناطقة باللغة العربية والتي تتبع التقويم اليولياني، نعطي بشكل استثنائي، حرية الانضمام إلى الثلاثية الفصحية في البطريركية وفقًا للتقويم الغريغوري، إذا رأوا ذلك مفيدا لهم راعوياً.
٢.٣ الرعايا الناطقة بالعربية التي تتبع التقويم اليولياني
تنظم النيابة البطريركية في الأردن احتفالًا واحدًا لكل مناطق النيابة، بحد أدنى من الإحياء الليتورجي.
أما رعايا منطقة رام الله، التي ترى من الأفضل الحفاظ على التقويم الأرثوذكسي، فلتنظم نفسها لإقامة احتفال واحد، بالتنسيق مع رعية رام الله. أدعو كهنة المنطقة إلى تنظيم أنفسهم سوياً، إذا سمحت الظروف الخارجية بذلك.
تحاول رعايا الجليل التي تتبع التقويم اليولياني تنظيم نفسها كما ترى مناسباً، مع التنسيق قدر الإمكان بين بعضها البعض.
٣.٣ الرعايا والجماعات غير الناطقة بالعربية
إن النيابات المختلفة منظمة بشكل جيد وتعرف كيف تتصرف في هذه الظروف. هذه التعليمات المتفق عليها يجب تكييفها في المناطق المعنية وفقًا لظروف اللحظة.
لدى نيابة قبرص احتفال واحد للجزيرة بأكملها، ويأخذ في عين الاعتبار الثقافات واللغات المختلفة التي تشكل جماعاتهم المختلفة، كما يفعلون عادة بشكل جيد.
كما تعمل النيابة الناطقة بالعبرية على أن يكون لديها احتفال موحّد يتم بثه للجميع.
يجب على النيابة الخاصة بالمهاجرين تنظيم احتفال واحد بلغاتهم الخاصة أو مع بعض الجماعات مجتمعة، كما يفعلون غالبًا في الاحتفالات العامة الكبيرة.
٤. الصلاة في العائلة
أعتقد بصدق أن البث المباشر للثلاثية الفصحية مهم ومفيد جدا، ولكن من المؤكد أنه لا يمكن أبدًا أن يحل مكان الحضور الفعلي، والذي هو أمر أساسي بالنسبة لنا.
أعتقد أنه من المفيد والمثمر أن ندعو جماعاتنا المختلفة للصلاة في العائلة.
لذلك أدعو بحرارة النيابات البطريركية المختلفة والمسئولين الأبرشيين المشرفين إلى إعداد نصوص لمساعدة الأسر على الصلاة معا في البيوت. لم يعد الكثيرون يعرفون كيفية الصلاة معًا، وأعتقد أنه من المهم مساعدة العائلات على العودة إلى هذا التقليد الجميل. ومن المفيد أن نشير، على سبيل المثال، إلى المقاطع الكتابية التي يقرأونها في أيام الأسبوع المقدس المختلفة، وإلى العلامات التي يجب إتمامها، كأن يبارك الأب أو الأم الأسرة، وما إلى ذلك.
أكرر مرة أخرى مؤكدا أنه من الجيد أن يكون البث مباشراً، لأن هذا يساعد كثيرًا. لكن الأهم منه أن نصلي معًا في العائلة. وأدعو كهنة الرعية والمسئولين في الجماعات الرهبانية وفي المكاتب الأبرشية المختلفة إلى إعداد نصوص قصيرة وبسيطة لهذا الغرض.
٥. الجماعات الرهبانية
الجماعات الرهبانية التي يتوفر لديها كاهن، يمكنها الاحتفال بالثلاثية الفصحية كالمعتاد.
والجماعات التي لا يتوفر لديها كاهن، يتم الاحتفال من خلال وسائل الإعلام. يقوم الرئيس أو الرئيسة، بحسب الحالة، بتنظيم صلاة ليتورجية للجماعة المعنية، مع الصلاحية بتوزيع القربان المقدس، على الأقل يوم الخميس المقدس.
٦. الكهنة
يمكن للكهنة، بشكل استثنائي، أن يحتفلوا بالذبيحة الإلهية منفردين. وإذا لم يتمكنوا من الاحتفال، فليصلّوا صلاة الساعات وليسجدوا للقربان الأقدس.
٧. الاعتراف
في هذه الفترة بالذات لا تسمح الظروف الخارجية بالاعتراف الأسراري الشخصي. وفي ضوء عيد الفصح، سيُعبر الكثير من الناس عن رغبتهم في الاعتراف. وهذه تعليمات الـPenitenzieria Apostolica :
في بيوت المسنين، وفي المستشفيات وفي البيوت التي تأوي معاقين أو حالات أخرى، حيث يتواجد جمع كبير من الأشخاص ذوي الحاجة، يمكن منح الحلّة الجماعية، كما هو منصوص عليه في الحق القانوني الكنسي (961§2). يعيد الكهنة قراءة طقس السر في الجزء المتعلق بهذه الإمكانية، دون إضافة أي شيء جديد أو مختلف.
الاعتراف الفردي، ولو حدث أن كانت الظروف الخارجية مؤاتيه، يجب تجنبه في هذا الوقت. تتم دعوة المؤمنين إلى تلاوة فعل ندامة صادق، مع الالتزام بالاعتراف أمام الكاهن في أقرب وقت ممكن.
هذه هي التعليمات العامة التي يجب اتباعها. وبالطبع، إذا توفرت في هذه الأثناء تسهيلات في جزء ما من أراضي الأبرشية وصارت التجمعات ممكنة من جديد، فمن الواضح أن هذه التعليمات لن تكون مفيدة وستكون الرعايا والجماعات قادرة على الاحتفال بشكل طبيعي.
بإمكان النيابات البطريركية المختلفة التكيف مع هذه الأحكام، مع مراعاة الظروف العملية التي سيجدون أنفسهم فيها.
في جميع الصلوات والاحتفالات لا تنسى أن تصلي من أجل ضحايا هذا الفيروس، من أجل الكنيسة في العالم وخاصة كنيستنا في القدس.
أتمنى للجميع عيد فصح مبارك.
+ بييرباتيستا بيتسابالا
المدبر الرسولي
القدس، ٢٦ آذار ٢٠٢٠