بيان – نضع بين أيديكم بيان إنشاء “رعية شخصية” لجميع المهاجرين واللاجئين في إسرائيل والتي سيتم إنشاؤها في ٢٠ أيار في عيد العنصرة.
الرقم: (١) ٢٢٨/٢٠١٨ القدس ٢٣ آذار ٢٠١٨
إلى كهنة الرعايا الأعزاء في إسرائيل
سلام المسيح معكم جميعا.
أود أن أعلمكم بقرار سوف نتخذه قريبًا بخصوص الخدمة الراعوية للمهاجرين واللاجئين في “المجال الرعوي” في إسرائيل، حيث تعملون، لأن هذا القرار له صلة بخدمتكم الحالية.
اغتنت الجماعة الكنسية في إسرائيل منذ سنوات بعشرات الآلاف من الغرباء الذين يعيشون بصورة دائمة في أبرشيتنا ويملأون كنائسنا. وهم من الفيلبين، والهند وسريلانكا، وغيرهم كثيرون، وقد أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من كنيستنا. وانضم إلى هؤلاء في السنوات الأخيرة لاجئون قادمون من جنوب السودان ومن إريتريا.
في البداية، كان يقوم بالخدمة الراعوية لتلك المجموعات كهنة معظمهم من الرهبان تطوعوا للقيام بالخدمة الراعوية الضرورية لهؤلاء الأشخاص. ثم انتظمت الأمور شيئا فشيئا وأُنشِئَت لتلك الخدمة الراعوية “إرشاديات” (كابلانيات) رسمية. قبل بضع سنوات تم العمل على تنسيق الخدمة الراعوية للمهاجرين من أجل تنظيم وترتيب أفضل لهذه الخدمة الراعوية.
بني هذا التنظيم بقدر الإمكان على الاهتمام للأشخاص الذين لا يأتون إلى أماكن العبادة التقليدية. صحيح أن الكثيرين يأتون إلى كنائسنا للصلاة، ولكن كثيرين أيضا، بل الأكثرية، يبقون بعيدين عن الكنائس وعن كل خدمة دينية، وغالبًا ما يصبحون ضحية الجريمة المنظمة المحلية، أو يتعرضون لمخاطر كثيرة، بالإضافة إلى البدع الإنجيلية.
لا بد من القول أيضا إن الكثيرين من هؤلاء يعيشون “على الحدود” أي إن وضعهم غير قانوني ولا شرعي. ويمارسون أعمالهم في بيئة اجتماعية بعيدة عن أماكن رعايا الأبرشية، وحاجاتهم متنوعة. ولهذا كان من الضروري البحث عن طرق لمساعدة هؤلاء الأشخاص ورعايتهم، تناسب وضعهم الخاص. لهذا السبب وغيره، فإن الخدمة الراعوية للمهاجرين واللاجئين تصل اليوم إلى مرحلة جديدة.
بعد أن ناقشنا الموضوع مع مجلس الكهنة في اجتماعه في ٥ شباط/فبراير الماضي (وفقا للحق القانوني ٥١٥، فقرة ٢)، توصلت إلى اتخاذ قرار إنشاء “رعية شخصية” بصورة رسمية لجميع المهاجرين واللاجئين في إسرائيل (وفقا للحق القانوني ٥١٨). تهتم هذه الرعية الشخصية لجميع مجالات العمل الرعوي، وخدمة الأسرار والتنشئة، للمهاجرين واللاجئين الموجودين في إسرائيل، وسيكون لها كل الصلاحيات التي يمنحها الحق العام للرعايا. مع لفت الانتباه إلى أنه يُستَثنى من هذا الإجراء الراعوي الدبلوماسيون والأغراب المقيمون إقامة دائمة، وكل الذين يوجدون خارج “المجال الراعوي” في إسرائيل.
طبعا المهاجرون الذين يشاركون في حياة الرعايا الحالية العادية، إن رغبوا، يمكنهم أن يستمروا في الصلاة في هذه الرعايا. وتُمنَح فيها الأسرار كذلك لكل من رغب من دون أية تفرقة.
وبالإيجاز، الغاية من إنشاء هذه الرعية هي تأمين خدمة راعوية كاملة للعديدين البعيدين عن كنائسنا، والذين يريدون، بالرغم من كل الصعوبات التي يعيشون فيها، أن يجدوا مرافقة كنسية لهم.
وإن القرارات الأخيرة للحكومة الإسرائيلية بحق طالبي اللجوء، تتطلب أيضا مبادرات جديدة يجب البحث عنها، وتقتضي أن نكون مستعدين لذلك. ولهذا السبب أيضا، “فإن التنسيق للخدمة الراعوية للمهاجرين واللاجئين” سيصبح “نيابة أسقفية للمهاجرين واللاجئين” وسوف يشرف عليها نائب أسقفي (الحق القانوني ٤٧٦). وعلى كل الإرشاديات والمساعدين المختلفين وكل العاملين في هذا المجال الكنسي أن ينسقوا في المستقبل خدمتهم مع النائب الأسقفي في ما يختص بمختلف نشاطاتهم وخدماتهم. أرى في الواقع أنه، بالنظر إلى تعدد اللغات والثقافات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، من الضروري أيضا العمل على تنسيق يوحِّد ويوضِّح العمل بين مختلف المجموعات.
وكما هو الأمر لجميع النوّاب العامّين، ورعاة الرعايا، سيكون من أولويات النائب الأسقفي للمهاجرين واللاجئين ، أن ينسق خدمته بحسب توجيهات الأسقف، وأن يعمل لوحدة الكنيسة كلها في الأرض المقدسة وفي المنطقة الموكلة إلى خدمته. من المعروف أن كنيستنا لها في الوقت نفسه طابع محلي وطابع عام: ففيها المسيحيون المحليون، والجماعات الرهبانية، والحجاج القادمون من أنحاء العالم إلى الأماكن المقدسة، والعمال الأجانب، والمهاجرون واللاجئون، وكل واحد له لغته وتاريخه. والجميع ينتمون انتماء واحدا إلى كنيسة الأرض المقدسة نفسها. وإنشاء بِنًى كنسية جديدة هدفه تلبية الحاجات الخاصة لكل واحد، ولكن الجميع يشكلون كنيسة المسيح الواحدة في الأرض المقدسة.
بناء عليه، تقرر الإنشاء القانوني للرعية الشخصية وللنيابة الأسقفية للمهاجرين واللاجئين في إسرائيل، في يوم ٢٠ أيار في عيد العنصرة.
أشكركم جميعا لخدمتكم الثمينة لكنيستنا.
متحدين في المسيح.
+بييرباتيستا بيتسابالا
المدبر الرسولي