من 23 إلى 26 كانون الثاني 2025، شارك المكتب الإعلامي للبطريركية اللاتينية – القدس ممثلًا بالآنسة ميرال عتيق والسيد نيقولاوس حزبون في مؤتمر الصحفيين المسيحيين للشباب الذي أقيم في روما، والذي نظمته دائرة الإعلام في حاضرة الفاتيكان ضمن فعاليات سنة اليوبيل لعام 2025.
انضم ممثلو المكتب الإعلامي إلى 130 صحفيًا من 70 دولة لتبادل الخبرات وتعلم مبادرات جديدة في المؤتمر الذي هدف إلى تعزيز التعاون العالمي بين الإعلاميين العاملين في المؤسسات الدينية المسيحية وتمكينهم من نشر الأمل والإيمان عبر المنصات الرقمية.
توزع البرنامج حول مفهوم "الأبواب الأربعة" – الدعوة، التأثير، سرد الرواية، والمجتمع – ليتيح للمشاركين فرصة في النمو الشخصي والمهني. بدأ اليوم الأول بالقداس الإلهي في بازيليك القديس يوحنا اللاتران، تكريمًا للقديس فرنسيس دي سال، شفيع الصحفيين. وفي اليوم التالي، بدأت الفعاليات برحلة حج إلى الباب المقدس في بازيليك القديس بطرس، تلاها لقاء ثقافي في قاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان، حيث تحدث عميد دائرة الفاتيكان للاتصالات، باولو روفيني، عن أهمية تجديد جذور الإعلام في الأمل والتواصل الإنساني في ظل التطور التكنولوجي.
استمع الإعلاميون المشاركون إلى كلمة ألقتها الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ماريا ريسا، التي حذرت من مخاطر المعلومات المضللة المدفوعة بالتكنولوجيا، مؤكدة أن "الأمل يتطلب عملاً نشطًا ومتواصلًا واستراتيجية مدروسة، فهو ليس مجرد حلم خامد"، داعية الإعلاميين إلى العمل معًا لاستعادة النزاهة في عالم منقسم.
كما كانت لحظة مميزة في خطاب كولوم ماكان مؤلف من أيرلندا ومؤسس منظمة Narrative 4، الذي أشار إلى قوة السرد للرواية الشخصية في ردم الفجوات واستعادة التعاطف بين الشعوب، مؤكدًا أن "المسافة بين أن تكون عدوًا أو قريبًا هي أن تستمع إلى قصة الآخر".
اختتم الحدث بلقاء خاص مع قداسة البابا فرنسيس، الذي بارك أكثر من 10,000 إعلامي، مؤكدًا على أهمية دور الصحفيين في زمن انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة. ودعاهم إلى الالتزام بالمسؤولية الشخصية والجماعية في التواصل، مشددًا على ضرورة "نزع السلاح" من وسائل الإعلام التي غالبًا ما تنشر الخوف والتعصب، وضرورة أن يكون الإعلام مصدرًا للرجاء، يعكس الحب والإصغاء ويعمل على بناء الجسور بين الناس: "كونوا شهودًا ومشجّعين لإعلام غير عدائي، ينشر ثقافة الاهتمام، ويبني الجسور، ويتغلغل عبر جدران زماننا المرئية وغير المرئية. ارووا قصصًا مليئة بالرّجاء، مهتمِّين لمصيرنا المشترك، واكتبوا قصة مستقبلنا معًا".
على مدار ثلاثة أيام، شارك نيقولاوس وميرال في لقاءات خاصة للشباب الصحفيين، حيث استمعوا إلى إعلاميين محترفين تحدثوا عن أحدث وسائل التواصل الاجتماعي التي تعزز الديمقراطية وتدعم التواصل بين الشعوب. كما تعلموا أساليب نقل المعلومات بطريقة جذابة وواقعية تبث الأمل والإيمان. بالإضافة إلى ذلك، شاركوا في ورشة عمل نظمتها منظمة Narrative 4، التي ركزت على القوة العلاجية الكامنة في القصص الشخصية المشتركة.
في تعليقه على التجربة، قال نيقولاوس حزبون: "كانت المشاركة في هذا المؤتمر فرصة رائعة للتعرف على جهود الصحفيين المسيحيين الشباب من حول العالم في خدمة الكنيسة. كانت تجربة غنية لاكتشاف أساليب جديدة لنقل رسالة الكنيسة عبر الإعلام بجميع أشكاله".
من جانبها، قالت ميرال عتيق: "كانت هذه التجربة محورية للغاية، حيث عززت إيماني بقدرتنا كإعلاميين على نشر الحقيقة والأمل في عالم يسعى البعض فيه لقمع الإنسانية. ألهمني الاستماع للمحترفين والإعلاميين الشباب، وخاصة في كيفية تطبيق أفكار جديدة، في نقل حياة مؤمني أبرشية القدس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يتيح لنا الوصول إلى جمهور أوسع مساهمين في تعزيز رسالة الإيمان والرجاء في ظل التحديات الحالية".
مع اختتام البرنامج، عاد نيقولاوس وميرال إلى عملهما في البطريركية اللاتينية، محمَّلين بقوة متجددة وفهم أعمق للدور الحيوي الذي يلعبانه في حمل البشرى السارة من خلال شتلى وسائل التواصل الإجتماعي. لم تكن رحلتهما إلى روما مجرد فرصة للتطوير المهني، بل كانت تأكيدًا على قوة ودور وسائل الإعلام في نشر الأمل والتغير في جميع أنحاء العالم.