وشارك وفد الأساقفة، يوم الأحد ١٥ كانون الثاني، في قدّاس إلهي ترأّسه سيادة المطران دكلان لانغ، منسّق وفد أساقفة التنسيق، في كنيسة البشارة في بيت جالا. وفي مقابلة له مع موقع الكنيسة الكاثوليكيّة في إنجلترا وويلز، أشار المطران إلى “حيويّة الوجود المسيحي” في بيت جالا وإلى “زيادة أعداد المسيحيين في المدينة، الأمر الذي دعا الرعيّة إلى توسيع الكنيسة لاستيعاب عدد المؤمنين“.
من جانب آخر، تكلّم المطران دكلان عن أوضاع المسيحيين الفلسطينيين والعواقب التي تواجههم في حياتهم اليوميّة، فقال: “يعيش المسيحيون في فلسطين حياة صعبة تزداد صعوبتها في قطاع غزّة. أما في الضفة الغربيّة، يعاني الناس من قيود مشددة مفروضة على حريّة الحركة والتنقّل“. وأضاف “تلعب الجماعة المسيحيّة دوراً أساسيّاً في التوفيق بين الثقافات والديانات المختلفة في هذا الجزء من العالم. كما وتواجهها صعوبات كبيرة تعجز أحياناً عن التغلّب عليها لعدم امتلاكها الموارد اللازمة، الأمر الذي يدفعها إلى الهجرة. نحن نتأمل أن يبقى المسيحيون في الأرض المقدّسة لكي تبقى الكنائس المسيحيّة جزءاً من هذه الأرض“.
ولدى زيارة الوفد لجامعة بيت لحم، أطرى المطران على جودة التعليم التي تقدمها هذه الجامعة الكاثوليكيّة وتميّز طلّابها، فقال: “لقد خرّجت جامعة بيت لحم طلاباً وطالبات متميّزين من بينهم رئيسة بلديّة بيت لحم، التي سبق وعَملت أيضاً كمحاضرة في الجامعة“. وأضاف “تهدف الكنيسة من خلال توفيرها للتعليم إلى تمكين الناس لعيش حياة كريمة على قدر المستطاع“.
وعنوان الموضوع الذي يعالجه وفد التنسيق لهذا العام هو “٥٠ عاماً من الاحتلال” ويتضمن زيارات ميدانيّة إلى الخليل والقدس الشرقيّة وغيرها من المناطق الفلسطينيّة. وفي حديثه عن زيارات سابقة له لمدينة الخليل، قال المطران دكلان: “إن الوضع في الخليل شديد الحساسيّة. لدى زيارتي للمدينة في الماضي، شعرت بحدة توتر أكبر من تلك التي شعرت بها في غزّة“.
وفي مقابلة مع مكتب إعلام البطريركيّة اللاتينيّة، تكلّم الأب دوارتي دا كونيا، الأمين العام لاتحاد المجالس الأسقفية الأوروبية، عن الدور الذي يلعبه وفد التنسيق والكنيسة للعمل على دفع عمليّة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال: “تمتلك الكنيسة في كيانها قوة الصلاة. في النهاية، نؤمن أن السلام هو هبة من الله“. وأضاف “ما نحاول أن نقوم به هو تكثيف الوعي على المستوى الدولي والكنسي في البلدان الأوروبيّة. كما نحاول أن نُعطي صوتاً لمن يحتاجون المساعدة وإلى كل من لديه مقترحات إيجابيّة من أجل إحلال السلام والمصالحة والعيش المشترك“.
وأردف “نعي أن حياة المسيحيين ومعاناتهم والتوترات في المنطقة وانعدام السلام يمثلون نداءً لإيماننا. تحاول الكنيسة أيضاً تحريك ضمير السياسيين في مختلف الدول حول موضوع الأرض المقدّسة لكي نكون صادقين في سعينا لإحلال السلام“.
وفي أعقاب فتح سفارة فلسطين في الفاتيكان يوم السبت الماضي، أشار الأب دا كونيا إلى أن “الاعتراف بدولة فلسطين وافتتاح سفارتها في الفاتيكان لا يشكّلان إزدراءً لإسرائيل ولا قراراً للتسبب في المشاكل بين الطرفين، بل خطوة تؤمن الكنيسة من خلالها إمكانيّة تحقيق المصالحة“.
هذا وشارك وفد الأساقفة، اليوم الأربعاء ١٨ كانون الثاني، في قدّاس إلهيّ ترأّسه سيادة المطران بييرباتيستا بيتسابالّا في كنيسة القيامة في القدس.
-بقلم: مكتب إعلام البطريركيّة اللاتينيّة/ ساهر قوّاس