الفحيص – استهل غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، زيارته الراعوية الى مدينة الفحيص يوم الخميس 7 آذار 2024 ولغاية يوم الأحد 10 آذار 2024، زار خلالها الكنائس الرسولية وأمضى وقته في رعية اللاتين بالإضافة إلى زيارة مختلف المؤسسات والفعاليات وزار عدد من العائلات والمؤمنين، حيث تعرف أكثر على واقع حياة الرعية ونمط حياة سكان المدينة.
اليوم الأول: استقبل السيد رائد سميرات، نائب في مجلس النواب الاردني، غبطة الكاردينال بييرباتيستا عند جسر الملك حسين، بالإضافة الى وجهاء مدينة الفحيص والكهنة المساعدين الأب ماتياس سرنا والاب باولو فيليستي. توجه غبطته إلى مدينة الفحيص، مروراً بمدينة ماحص، حيث كان في إستقباله وجهاء عشائر المدينة. أُقيم الاستقبال الرسمي لغبطته عند باب بلدية الفحيص، حيث استقباله الأب عماد طوال، كاهن رعية الفحيص، وحشد كبير من أبناء المدينة وسط المعزوفات الوطنية من قبل كشافة اللاتين ونادي شباب للفحيص، بحضور أعضاء البلدية ورئيسها السيد عمر عكروش، الذي استلم خلال الزيارة وسام الصليب الذهبي، بالاضافة الى حضور الكهنة، والراهبات، وروؤساء وأعضاء الجمعيات العشائرية، وحشد كبير من أبناء المدينة. عبَّر غبطته قائلاً: "لحظة وصولنا الى الاردن شعرنا وكأننا في بيتنا، نعتز باستقبالكم لنا مضيفاً: "نحن ككنيسة ملتزمة في العدالة والسلام، من واجبنا إتجاه كرامة البشر الإستماع إلى كل الإحتياجات المطلوبة لكل فرد ولكل رعية، فإن لم نتحدث عن كرامة الإنسان فإننا نكون غائبين عن عملنا الاساسي ككنيسة".
بعد الاستقبال الرسمي توجه غبطته والوفد المرافق له إلى كنيسة الروم الكاثوليك، حيث إلتقى بالأب الأرشمندريت بولس حداد، بعدها كنيسة الروم الارثوذكس، حيث إلتقى بالرئيس الروحي الأب خريستفورس حداد ثم توجه إلى كنيسة قلب مريم الطاهر، رعية اللاتين، حيث كان في إستقباله طلاب مدرسة البطريركية اللاتينية وأبناء الرعية. بعدها إلتقى غبطته بروؤساء الجمعيات العشائرية وممثيلها، تلاه لقاء مع محافظ بلدية الفحيص ورئيس الشرطة وممثلي الأجهزة الأمنية.
ظهراً، منح غبطته سرّ العماد لخمسة من أطفال الرعية. كما زار غبطته منزل عائلة السميرات، وأهدى السيدة خولة وسام الصليب الذهبي تقديراً لخدمتها وسخائها نحو الكنيسة.
عقبه لقاء مع كافة فعاليات الرعية. قال غبطته: "من الجميل في رعية الفحيص ان لكل فئة عمرية شئ مميز، فالتركيز على التنشئة سواء من العائلة أو في الفعاليات أو الكنيسة متوفر وبامتياز".
اليوم الثاني: زار غبطته بيت العناية الإنسانية التابع لجمعية راهبات الصليب، تلاه زيارة الفوكولاري. في هذا اليوم منح غبطته سري المناولة الأولى والتثبيت لـ 86 طفل وطفلة، وفي عظته أعرب غبطته: "جميلٌ جداً ان نرى هذا العدد الكبير ممن سينالون سري المناولة والتثبيت، ويدل هذا على مستقبل مشرق لكنيستنا في الفحيص.". وموجهاً كلامه الى الأطفال قال: "هي لحظة حاسمة، اليوم لأول مرة يدخل يسوع جسدياً على حياتكم، والروح القدس يحل عليكم وهو محبة الله الساكنة فينا".
مساءً، ترأس أيضاً قداس إحتفالي لخريجي مدرسة البطريركية، بحضور مدير المدرسة الدكتور رامي نفاع بالاضافة للطاقم الإداري والتعليمي وأهالي الطلبة، وخلال القداس عبرَّ غبطته عن سعادته الكبيرة بلقاء هذا العدد الكبير من الخريجين متمنين لهم كامل التوفيق والنجاح في خطواتهم القادمة، قائلاً: "أنتم مقبلون على خطوة جديدة وكبيرة في حياتكم والسيد المسيح اعطى تعليمات لتلاميذه، اي طلابه، حيث علم كيف يمكن للشخص ان يعيش. الحياة ليست عبارة عن ماذا افعل او ماذا سأصبح، بل عليكم أن تُجاهدوا حتى تبقوا على صلة كامله بالله وأن تعكسوا ما تؤمنون به في حياتكم". بعد القداس، زار غبطته بعضاً من أبناء الرعية، من ضمنهم عائلة زيادات وسماوي، حيث منح السيد نعيم إبراهيم زيادات وسام الصليب الذهبي.
اليوم الثالث: شرع غبطته بزيارة روضة البطريركية النموذجية ومدرسة البطريركية للمرحلة الاساسية. إلتقى مع الأطفال ثم إجتمع مع مديرة الروضة السيدة نهلة الاسمر، ومديرة المرحلة الاساسية السيدة وسام مدنات والطاقم التعليمي. ثم توجه للمدرسة الثانوية حيث كان في إستقباله مديرالمدرسة ومجموعة من معلمي وموظفي المدرسة. قدم طلاب المدرسة لغبطته عرضاً موسيقياً، ثم قام بجولة عامة في مرافق المدرسة وزيارة راهبات الوردية.
كما شارك غبطته في اليوم الطبي المجاني من قبل مؤسسة الكاريتاس فرع الفحيص، حيث إستقباله السيد وائل سليمان، مدير كاريتاس الاردن والسيدة حياة حتر، مشرفة كاريتاس الفحيص، والسيد جمال حتر، المدير الأسبق لكاريتاس الفحيص ومجموعة من الأطباء والموظفين. عبَّر مدير كاريتاس عن فرحتهم لإستقبال غبطة الكاردينال: "الإحتفال اليوم هو مضاعف، الإحتفال الاول هو زيارة غبطة الكاردنيال لكاريتاس الفحيص وإحتفالنا الثاني هو مرور أربعون عام على تواجد الكاريتاس في الفحيص، بركة كبيرة ناخذها اليوم من غبطته".
بعد ذلك قاموا بزيارة نادي شباب الفحيص، حيث إستقلبهم كشافة ورئيس وأعضاء النادي، وخلال هذه الزيارة شاهدوا مبارة كرة سلة ودية، وقد تسلم السيد أيمن سماوي رئيس النادي وسام الصليب الذهبي، كما وقد تم تكريم السيد عيسى السلمان. وأستلم غبطته كرة سلة موقعة من جميع لاعبات النادي المتَّوج بلقب الدوري الاردني النسوي مؤخراً، وتسلم أيضا الاب عماد طوال درع شكر على ما قدمه للنادي من دعم وتشجيع.
أُختتم اليوم بقداس إلهي تسلَّم خلاله السيد خليل حداد وسام الصليب المقدس لخدمته الدؤوبة للكنيسة، وخلال العظة تحدث غبطته عن سر التكوين، قائلاً: "سؤال تم طرحه في الكتاب المقدس: من هو الله وأين هو، وهذا السؤال يرافقنا حتى يومنا هذا! تاريخ الخلاص لا يتحدث عن من هو الله أو أين هو؟ بل عن الإنسان الذي خان العهد، وعن أمانة الله نحو شعبه. في هذه الاوضاع الصعبة سؤلت مراراً تكراراً أين هو الله؟ وجوابي أن هذا السؤال خطئ، بل علينا أن نقول أين أنت يا إنسان، فالله حاضر معنا، والسيد المسيح هو الله معنا بالحقيقة".
اليوم الرابع: بدء اليوم الأخير بالقداس الصباحي ليوم الأحد، وخلالها إستلم السيد فرح السمعان وسام الصليب المقدس. تلاها زيارات رعوية، تَّسلم خلالها السيد أنطون ديات وسام الصليب المقدس، وهو أول رئيس لبلدية الفحيص منتخب.
متوجهاً إلى كنيسة الروم الأرثوذكس كان سيادة المطران خريستوفوروس عطالله، مطران الأردن للروم الارثوذكس والكهنة والدكتور صالح الكيلاني، مُتصرف لواء ماحص والفحيص بالاضافة الى شخصيات مدنية في استقبال غبطة الكاردينال حيث تبادلوا الحديث وقدموا له أيقونة شهداء الأردن.
في نهاية اليوم، ترأس غبطته القداس الحبري بمشاركة الأب جهاد شويحات النائب البطريركي في الاردن، وكهنة الرعية. خلال القداس تسلم السيد عاهد الفرح وسام الصليب المقدس، تقديراً لخدمته في المجال الإعلامي. في عظته، معلقاً على النص الانجيلي، كان الجمع يتوافد الى السيد المسيح طالبين الأعاجيب، ونبه غبطته أن الإيمان بقدرة الله لا تكفي، فالشيطان يؤمن بالله ولكنه غير قادر على محبة الله، وهذا هو الفرق، أن نعيش المحبة من خلال علاقة حية تجيب على السؤال الذي ذُكر في بداية الكتاب المقدس، أين أنت؟ كل يوم يجب علينا الإجابة على هذا السؤال من خلال أعمالنا. وأضاف: "القداس الالهي هو يسوع المسيح الحاضر معنا وفينا، فإن سمعتم صوته أجيبوا: هاءنذا".
في نهاية زيارته عبر غبطته عن امتنانه الى جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله ورعاه، والعائلة الهاشمية على جهدهم وسعيهم الدائم في الحفاظ على السلام وحفظ أواصر المحبة والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع، كما وشكر بشكل أبوي كهنة وأهل الفحيص لحسن ضيافتهم، آملاً أن تكون هذه الزيارة الراعوية مُثمرة.