نحن، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، وبطريرك القدس للاتين، وسائر الأساقفة والمؤمنين في الأرض المقدسة، ندين بشدّة اقتحام الشرطة الإسرائيلية لمستشفى القديس يوسف في القدس، خلال جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، بينما كانت متجهة نحو كنيسة الروم الكاثوليك.
إن اقتحام الشرطة لمؤسسة صحية مسيحية إنما يدل على عدم احترام للكنيسة وللمؤسسة الصحية نفسها، وعدم احترام كذلك لذكرى الشهيدة، وقد تسبب ضرب حاملي النعش في ترنحه حتى كاد يهوي على الأرض.
إن تدخّل القوات الإسرائيلية، واستخدام العنف المفرط والهجوم على المشيعين وضربهم بالعصي وقنابل الغاز المسيل للدموع، هو أمر مشين وانتهاك للقوانين والتشريعات الدولية بما فيها الحق الأساسي في الحرية الدينية التي يجب أن تحترم في الأماكن العامة.
نفخر أن مستشفى القديس يوسف كان دائما مكان لقاء واستشفاء للجميع، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الثقافية، وينوي أن يبقى كذلك. وما حدث يوم الجمعة الماضي قد جرح ليس فقط مشاعر المسيحيين وراهبات القديس يوسف، الهيئة المالكة للمستشفى، وجميع العاملين فيه، بل وكلّ الذين وجدوا في ذلك المكان، وما زالوا، السلام وحسن الاستقبال.
وسيبقى المستشفى، براهباته وعامليه، ملتزما بأن يبقى مكانا للعلاج والشفاء. والمشهد المحزن الذي حدث يوم الجمعة الماضي يجعل التزامنا أكثر إصرارا مما سبق.