بعد دراسة دقيقة لخطة السلام في الشرق الأوسط التي صاغتها الولايات المتحدة الأمريكية والمعروفة بـ“صفقة القرن“، وبعد استعراض ردود فعل جميع الأطراف المعنية في الموضوع، نحن، بطاركة ورؤساء كنائس الأرض المقدسة، نؤكد على شدة تفانينا لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط يستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة على نحو يكفل الأمن والسلام والحرية والكرامة لجميع شعوب المنطقة.
إن خطة السلام الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، يوم الثلاثاء ٢٨ كانون الثاني، في البيت الأبيض، بحضور الإسرائيليين وغياب الفلسطينيين، تدعونا إلى أن نطلب إلى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي الاستناد إلى رؤية حل الدولتين وتطويرها تماشيًا مع الشرعية الدولية، فضلًا عن فتح قناة اتصال مع منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد والمعترف به دوليًا للشعب الفلسطيني، من أجل ضمان تحقيق تطلعاتها الوطنية الشرعية في إطار خطة سلام شاملة ودائمة تقبلها جميع الأطراف المعنية. بالنسبة إلى القدس، نحيل من جديد إلى بياننا الذي وجهناه إلى الرئيس دونالد ترامب في ٦ كانون الأول ٢٠١٧ ونُذكّر برؤيتنا للمدينة المقدسة بأن تكون مفتوحة ومشتركة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي والأديان التوحيدية الثلاث، وتأكيدنا على التمسك بالوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة. إن قيامة ربنا في القدس تُذكّرنا جميعًا بالتضحيات التي يجب القيام بها لضمان تحقيق العدل والسلام في الأرض المقدسة.
كما ندعو جميع الأحزاب السياسية والقادة والفصائل الفلسطينية إلى اللقاء لمناقشة وإنهاء حالة الصراع الداخلي والانقسام، وتبني موقف موحّد يؤدي إلى بناء دولة تستند إلى التعددية والقيم الديمقراطية.
بطاركة ورؤساء كنائس الأرض المقدسة
القدس ٣٠ كانون الثاني ٢٠٢٠
نقل البيان إلى العربية: مكتب إعلام البطريركية اللاتينية