الناصرة – الأحد 7 أيلول 2025، ترأس غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، القداس الاحتفالي في كنيسة البشارة للاتين – الناصرة، بمناسبة إبراز النذور الرهبانية الدائمة للأخت روان يونس (دانيال)، ابنة الناصرة، إلى جمعية راهبات المحبة للحبل بلا دنس – إيفريا. شارك في الاحتفال الأب أنطونيوس كاهن الرعية، والأب فويتشخ بولوز، حارس ورئيس كنيسة البشارة، إلى جانب عدد من الكهنة والراهبات.
اجتمع أبناء رعية الناصرة وأهلها حول الأخت روان ليشهدوا على الوعد الذي تقدّمه لله، بأن تكرّس حياتها له ولخدمة كنيسته المحلية والجامعة. وقد استجابت لدعوته بحرية ومحبة، ناذرة ذاتها للمسيح في الفقر والطاعة والعفّة، جاعلة من حياتها ذبيحة حيّة لله، ومتّكلة على نعمة الروح القدس.
في عظته، شدّد غبطته على أهمية هذا الحدث بالنسبة لرعية الناصرة، مذكّرًا بأن الأخت روان وُلدت في هذه المدينة ونالت فيها أسرار الكنيسة المقدسة، ما يجعل احتفالها علامة رجاء وحياة للرعية. وأشار إلى أن الناصرة معروفة عالميًا بكلمة “نعم، فليكن لي بحسب قولك” التي نطقتها العذراء مريم بقبولها مشيئة الله من أجل خلاص البشرية، مؤكّدًا أن الله ما زال يدعو، وأن على المؤمنين أن يخصّصوا وقتًا في حياتهم للإصغاء لصوته والاستجابة لمشيئته.
وانطلاقًا من قراءة الإنجيل، أوضح غبطته أن المسيح لا يطلب كراهية الأهل أو الذات بالمعنى الحرفي، بل أن يكون هو المرجعية الأولى في حياة المؤمنين، والمعيار الذي يقيسون به قراراتهم. وأضاف أن المسيحي لا يختلف عن الآخرين في الدراسة والعمل وتأسيس العائلة، لكن ما يميّزه هو أن يعيش كل ذلك في ضوء محورية المسيح، فتكتسب أعماله اليومية معناها الحقيقي من حضور يسوع القائم في حياته.
كما أكّد أن دعوة التكريس الرهباني تذكّر الجميع بأن الحياة الأرضية مهما كانت جميلة لا تكفي وحدها، بل إن الجذر الأعمق هو في المسيح. فلقاء شخص مكرّس يحفّزنا على التأمل بجمال تكريس الحياة كاملة لله، ويوقظ فينا التوق لحياة أفضل من خلال الشركة مع الله.
وفي ختام القداس، وجّه غبطته كلمته إلى الأخت روان وسائر المكرّسين، داعيًا إياهم إلى أن يكونوا شهودًا للفرح والسلام والشغف الذي يولّده تكريس الحياة لله بالكامل. وفي زمن مثقل بأخبار الحرب والكراهية والدمار، يبقى المكرّسون علامة حيّة لمحبة الله التي تُبذل من أجل الآخرين. وفي الختام، أوكل الأخت روان إلى شفاعة العذراء مريم، الأم المفعمة حبًا وتضحيةً وفرحًا، لتكون رفيقة لها في مسيرتها المكرّسة.
وبعد القداس، تبادل أبناء الرعية والضيوف التهاني مع الأخت روان وعائلتها، معبّرين عن فرحهم بهذا الحدث الروحي المميّز في قلب الناصرة.