مقدمة
بدأت مدارس البطريركية اللاتينية رسالتها التعليمية في فلسطين، في أرجاء الوطن كافة، منذ تأسيس البطريركية اللاتينية في القدس عام 1847، وسميت حينها "مدارس رعوية " أي تابعة للرعايا والكنيسة. يشرف عليها مكتب الإدارة العامة للمدارس، وتضم 6000 طالب وطالبة، موزعين على 13 مدرسة وروضة في أرجاء الوطن كافة، منها 11مدرسة في الضفة الغربية: في الزبابدة ونابلس ورام الله وعابود والطيبة وجفنا وبيرزيت وعين عريك وبيت جالا وبيت ساحور وجنين، ومدرستين في غزة : مدرسة العائلة المقدسة ومدرسة لاتين غزة. ولديها أكثر من 500 معلم ومعلمة. ويتخرج منها سنوياً أكثر من 250 طالباً وطالبة.
منذ نشأتها، استقبلت المدارس الطلاب من جميع أبناء المجتمع وقدمت أساسًا متينًا في التعليم الديني والأخلاقي والفكري. كونها مدارس أبرشية، فهي تعمل من أجل التنمية البشرية والاجتماعية مع التركيز على العائلات المحتاجة وبالتالي، فإن تحسين المدارس في القرى يساعد على تقليل الهجرة إلى المدن، والهجرة إلى بلدان أخرى وتعزيز الخبرات المسكونية والحوار بين الأديان. تعتبر مدارس البطريركية اللاتينية مدارس رعوية، ومن الصعب رؤية رعية نابضة بالحياة في الأرض المقدسة بدون مدرسة.
تعتقد البطريركية اللاتينية أن الوصول إلى التعليم الجيد يجب أن يكون في متناول الجميع، بغض النظر عن الوضع أو دخل الأسرة، كما تدعم تكاليف التعليم للطلاب المحتاجين، وتحافظ على المدارس في المناطق المهمشة، وهي تعد مدارس غير ربحية، حيث تعمل بخسارة مالية كبيرة، والرسوم المدرسية هي الأدنى من بين الرسوم في المدارس المسيحية والخاصة، مما يجعلها في متناول الجميع ، كما توفر برنامجاً للطلبة الأشد فقراً فإما أن يحصلوا على خصومات سخية أو يتم إعفاؤهم بالكامل. علماً بأن هذا العجز يتم تسديده من قبل فرسان القبر المقدس.
عبر هذه المسيرة الطويلة والتاريخ العريق، تميزت مدارس البطريركية اللاتينية بتجربتها النوعية والفريدة، والتي ساعدتها في المساهمة الفاعلة في تنشئة الأجيال، وإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين في المجتمع، وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لحياتهم، حيث تبوأت مدارس البطريركية مكانة وسمعة مرموقة على الصعيد التربوي في فلسطين.
وضمن سعيها للتطوير المستمر، لمواكبة التغييرات والتطورات، لا سيما في مجال التكنولوجيا والاتصالات ومواجهة التحديات، وما فرضته جائحة كورونا وتبعاتها على الواقع التربوي، إضافة إلى تضاعف المعارف بشكل مطرد، تطلب بناء خطة إستراتيجية ثلاثية يتم من خلالها مراجعة شاملة لتجربتها وخططها، وتحديث برامجها لتواكب أحدث المناهج والقضايا التربوية والأساليب التعليمية، وإستراتيجيات التعليم والتعلم، وإعادة تصميم بيئة التعلم بما يتلاءم مع متطلبات التغيير التي تكفل التربية الشاملة لطلبتها، مما يضمـن حصولـهم علـى المعـارف الحديثـة والمستجدة، واتقانـهم للمهـارات الحياتية والتقنيـة والفنيـة، واكتسـابهم الاتجاهات والقيـم الإنسانية مـع الحفاظ علـى هويتـهم الوطنيـة وتراثـهم وثقافتـهم.
تتبنى مدارس البطريركية اللاتينية قيماً أساسية أهمها: الإيمان بالله، والتعددية وقبول واحترام الآخر، والانتماء، والمحبة، وجودة الأداء والمسؤولية المهنية، والشفافية والنزاهة.
رؤية مدارس البطريركية اللاتينية
تعليم عالي الجودة ومواكب للعصر في بيئة تربوية آمنة معززة للإبداع والتعددية والإيمان والمواطنة والقيم الإنسانية.
رسالة مدارس البطريركية اللاتينية
انطلاقا من هويتنا المسيحية وتاريخ مدارسنا الوطني العريق، تسعى مدارس البطريركية اللاتينية الى النهوض بجودة التعليم وبيئته وفق افضل المعايير والسياسات التربوية والمبادىء الإنسانية وتأهيل وتطوير الكوادر البشرية لتنشئة جيل مبدع علمياً، فاعل اجتماعيا، ومعزز بالقيم الإنسانية والمواطنة الصالحة.
أما الأهداف الاستراتيجية لمدارس البطريركية اللاتينية فهي:
- جودة التعليم.
- تعزيز البيئة التربوية الآمنة والقيم الانسانية والمهنية.
- التفاعل الايجابي مع المجتمع المحلي.
- تطوير القدرات المؤسسية.
للمحافظة على الإرث التاريخي لمدارس البطريركية اللاتينية وحتى تكون أمينة على أبنائها، فإن أولوياتها تكمن في المحافظة على مدارس :
- صديقة وآمنة للطفل في بيئة محفزة للإبداع. منفتحة تحترم وتقبل الآخر.
- مدارس تتنوع فيها وسائل التعلم والتكنولوجيا، مواكبة للتغييرات المتسارعة.
- مدارس طواقمها مؤهلة وتحظى بالدعم والتقدير. وتستثمر في النمو والتطور المهني لكوادرها الإدارية والتعليمية.لتصل إلى تنشئة ورعاية الطلبة من جميع النواحي العلمية والاجتماعية والنفسية والثقافية.
- مدارس تعزز الإيمان بالله وقيم المواطنة والانتماء.
- مدارس تعمل بشراكة مع البطريركية اللاتينية ووزارة التربية والتعليم، ومؤسسات المجتمع الوطني والدولي.
- مدارس تعزز الأنظمة والسياسات الإدارية والمالية، وتمكن نظم التقييم والمساءلة وتطلع الطلبة وأولياء أمورهم والمجتمع على مستوى نوعية التعليم ومستوى النجاحات التي يحققها الطلبة.
- مدارس تهتم برياض الأطفال، وتوفر برامج نوعية مناسبة لهم.