الأرض المقدسة - يلبسون اللون الأزرق أو البني أو الأبيض ... يعملون في المكاتب والمدارس والمؤسسات والكنائس ... ويلبسون الصليب وخاتم التكريس وغطاء الرأس على رؤوسهم ... هم الحجارة الحية للكنيسة الأم، يعملون بهدوء لأجل ازدهار الكنيسة. قام طاقم العمل في موقع lpj.org بزيارة عشر رهبانيات نسائية في الأرض المقدسة للتعرف عليهم، في هذا اللقاء سنتعرف على راهبات سيدة المعونة الدائمة.
تضم رهبنة سيدة المعونة الدائمة ثمانية وستين راهبة في خمسة عشرة أديرة مختلفة. تم تأسيس أول دير للراهبات عام 2013 في قبرص ومن ثم في تل أبيب.
توفر الرهبات الرعاية والتوجيه الروحي للفقراء والضعفاء في المجتمع، فمثلاً يعملن في تل أبيب على مساعدة جماعة المهاجرين وطالبي اللجوء.
الراهبة انوشا مع أطفال المجتمع حيث تخدم في تل أبيب
رهبنة سيريلانكية ذات جذور بلجيكية
أسست سيدة نبيلة بلجيكية تدعى جوانا ماكسيميليانا أميرلينك بيت خيري يختص بمساعدة الفتيات الصغار في تعلم القراءة والكتابة والنسج والخياطة عام 1768 برفقة عشر سيدات مكرسين حياتهم لخدمة الفقراء.
وبعد مرور سنتين، أسست ايضاً بيت للمسنين، حيث كرست السيدة جونا حياتها وأموالها لخدمة الفقراء مرددة شعار: "بكل صرامة وفاعلية."
جوانا ماكسيميليانا أميرلينك
بعد واحد وستون عاماً من وفاتها، انضمت السيدات اللواتي واصلن عملها الخيري الى الحياة الأبرشية تحت إشراف أسقف بلجيكي، مختارين السيدة العذراء أُمّ المعونة الدائمة كشفيعة لهم...وهكذا نشأت رهبنة سيدة المعونة الدائمة.
أيقونة السيدة العذراء "أم المعونة الدائمة"
تم إرسال الراهبات بمهمة الى سيريلانكا عام 1929، وذلك بناءً على طلب الحكومة السيريلانكيا لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مرض السل.
أثناء وجودهم في سيريلانكا لاحظوا عدد كبير من الأطفال الصم فأنشؤا مدرسة خاصة بهم عام 1935.
كما تم إنشأ دير للراهبات في سيريلانكا عام 1954 وأصبحت الرهبنة رعية محلية عام 1982 تحت إشراف أسقف من كولومبو، وتم تعين أول رئيسة عامة للرهبنة خلال أول مجمع إقليمي لهم الذي عقد في السنة نفسها.
راهبات دير سيدة المعونة الدائمة في بيريامولا (سيريلانكا)
تعمل الراهبات مع الفئات الضعيفة في المجتمع كالأشخاص الذين يعانون من ضعف في السمع، والشباب، والأرامل، والمهاجرين وطالبي اللجوء، حيث يعملون في الرعايا، وبيوت للمسنين وللفتيات، وفي المستشفيات، والمدارس بالأخص مدارس المونتسوري.
عُقّد المجمع الإقليمي الثامن للرهبنة في أيار 2019 حيث قررت الرهبنة تركيز عملها بشكل أكبر في خدمة المجتمع من ناحية "الروحانية البيئية"، رداً على أزمة الاحتباس الحراري.
دعوة لحياة الخدمة
الأخت أنوشا (يمين) والأخت جوزفين (يسار) خلال عيد سيدة فلسطين في دير رافات، برفقة المطران رفيق نهرا والأب نيقوديموس شنابل، النائب البطريركي للمهاجرين وطالبي اللجوء
تقول لنا الأخت جوزفين، التي انضمت الى الرهبنة في سيريلانكا عام 1974 وتخدم في تل أبيب: " في صغري كنت في الليجو ماري حيث ساعدت في مراكز الحضانة، ووزعت الكتب الروحية على الناس كما قمت بزيارة المرضى وكبار السن.. فهكذا نمت رغبتي في تكريس حياتي لخدمة الناس جسديا وروحيا".
تجلس بجانبها الأخت أنوشا والأخت ناديكا...الثلاث الراهبات هم الوحيدات التابعات لرهبنة سيدة المعونة الدائمة في إسرائيل. تقول الأخت أنوشا: "عندما كنت صغيرة، كانت علاقتي بأخي قوية، نفعل كل شيء معا، فعندما عبر عن رغبته في أن يكون كاهنا قررت أن أصبح راهبة، اعتقدت أنه مجرد حلم، لكن عندما جاءت راهبات المعونة الدائمة للتقديم عن أنفسهن خلال إحدى دروس التعليم المسيحي، قررت الانضمام إلى برامجهن الصيفية لمعرفة طريقة عيشهن... وهكذا إنضممت لهن،" تختتم بابتسامة.
كلاهما تنظران إلى الأخت ناديكا، التي وصلت إلى هنا في آذار 2022، قائلة: "أما أنا إلتحقت بالحياة الرهبنية عام 2001، كجزء من رهبنة العناية الإلهية... انضممت إليهن بسبب شخص أعرفه في ذلك الوقت، لكن لم أشعر بدعوتي الى تلك الرهبنة، لذا غادرت الى وطني... وحين إلتقيت براهبات سيدة المعونة فأقنعوني بالمجيء معهن الى الأرض المقدسة، أنا سعيدة جداً بكوني جزء من هذه".
الراهبات الثلاث مع أحد الكهنة
العمل مع الفئات الضعيفة في المجتمع
خدمت الراهبات الثلاث في سيريلانكا قبل مجيئهن للأرض المقدسة.
عملت الأخت جوزفين في شمال سريلانكا حيث ضرب إعصار المنطقة، تشرح لنا قائلة: "كان من المفترض أن نبقى لمدة شهرواحد ولكننا بقينا لمدة عام، هناك تعلمت كيفية تضميد الجروح، وقمت بتزويد الناس بالأدوية وتوفير الراحة للضحايا".
بعد ذلك اجتازت الأخت جوزفين امتحان يسمح لها بالتدريس، فبدأت تعلم اللغة الإنجليزية في مدرسة للأطفال، تقول الأخت جوزفين: "واصلت العمل في كل من الأبرشية والمدارس قبل أن آخذ استراحة قصيرة في الهند، وعندما عدت بدأت العمل في مدارس مونتيسوري، ثم أرسالت هنا لتقديم التوجيه الروحي والرعاية للمجتمع السيريلانكي، فهناك حوالي خمسة آلاف وثلاثة مائة مهاجر سيريلانكي يعيشون في إسرائيل بحسب الإحصائيات الرسمية، وما يقرب ثلاثمائة ألف رجل وامرأة يعملون في إسرائيل".
هنا في تل أبيب، رسالة الراهبات اجتماعية ورعوية، فهن ينظمن القداديس والاحتفالات في مناطق مختلفة ويزورن العائلات والمرضى للصلاة معهم وينظمن مجموعات الصلاة عبر الإنترنت، وبذلك تحدثنا الأخت جوزفين: "نحن نساعد المؤمنين لقبول الأسرار المقدسة، كسرالزواج والمعمودية وننظم رحلات حج ورحلات روحية للمجتمع السيريلانكي، كرياضة درب الصليب في القدس وتضامننا مع الديانات الأخرى كالاحتفالات التي ينظمها أخواتنا البوذيون".
وفي الختام تشرح لنا عن جوهر خدمتها: "الاصغاء هو في صميم خدمتنا، نجري الكثير من المكالمات الهاتفية مع الأفراد محاولين الترحيب بالجميع في ديرنا، خاصة المحزونين ومثقلي الأحمال".
الترحيب بالأب جرانفيل سريلال ، الكاهن السيريلانكي الجديد لنيابة المهاجرين وطالبي اللجوء (VMAS)
انضمت الأخت أنوشا إلى الرهبنة عام 1998، بعد انهاء الدراسة الثانوية مباشرة. وأعلنت نذرها الأول عام 2004. تعلم اللغة الإنجليزية أيضاً، عملت مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 سنوات والأطفال الصم، لذلك عندما أرسالت للأرض المقدسة عينت للاهتمام بمراكز الحضانة. تقول: "يعتني كل معلم بسبعة أطفال فقط، من خلال اللعب والتعلم وقضاء الوقت مع الآخرين".
تشرف نيابة المهاجرين وطالبي اللجوء (VMAS) التابعة للبطريركية اللاتينية في القدس على مراكز الحضانة للرهبنة في تل أبيب.
الأخت أنوشا مع ممرضتين تعملان في بيت المسنين
خلال فصل الصيف، طلب الأب نيقوديموس شنابل من الأخت أنوشا الذهاب إلى القدس للمساعدة في حضانة القديسة راحيل التي تستقبل الأطفال الصغار والمراهقين الذين يعانون من أوضاع عائلية صعبة، تشرح الاخت انوشا قائلا: "في سريلانكا عملنا فقط مع أشخاص من الجنسية السيريلانكية، أما هنا فإننا نلتقي ونعمل مع جميع المهاجرين، فهو عمل مختلف....تعلمت منه الكثير".
أما بالنسبة للراهبة ناديكا، فهي تحل محل الأخت أنوشا في فصل الصيف، وتعمل أيضا في مراكز الحضانة، شاركتنا قائلة: "أثناء خدمتي في سيريلانكا تم إرسالي إلى منطقة ريفية جدا علمت خلالها الأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات وكذلك الأطفال الصم."
الأخت ناديكا تزين مزار العذراء مريم
لمحة سريعة
- الاسم: راهبات سيدة المعونة الدائمة
- المؤسسة: جوانا ماكسيميليانا أميرلينك
- الاختصار: PH
- الموهبة: "بناء مجتمعات تتمحور حول الحب" - "عيش أسلوب حياة بسيطة" - "تقوية حب المسيح للفقراء بثبات وفعالية"
- الروحانية: "رحلة مشتركة نحو خليقة جديدة تتغذى من الروح القدس".
- بلد المنشأ: بلجيكا
- التواجد اليوم: الأرض المقدسة وسيرلانكا
- اللباس: ثوب سكني مع غطاء الرأس وصليب
- عدد الأخوات المقيمات في الأرض المقدسة: ثلاث
- معلومات أخرى: في البداية كان لون الثوب أبيض والحجاب أزرق لكن بسبب مواجهة صعوبة في شراء الأقمشة قررت الأخوات تبسيط لبسهن وتغيره الى اللون السكني.
- الموقع الإلكتروني: (الأرض المقدس) https://www.facebook.com/profile.php?id=100064552547584&ref=page_internal
(سيريلانكا) https://www.facebook.com/profile.php?id=100066579817250&ti=as