رعية اللاتين في السماكية
رعية السماكيه تعد أكبر رعايا جنوب الأردن. لم يكن تأسيس الرعية والقرية سهلًا، ولم يتمّ دون تدخّل كاهن الرعية آنذاك، لدى السلطات التركية ولدى مشايخ عشيرة المجالي.
بدأت قرية ورعية السماكيه عام 1912 بفضل جهود كهنة غيورين من الكرك، ومنهم الأب منصور جلَّاد الذي أصبح فيما بعد أسقفًا مساعدًا لبطريرك المدينة المقدسة.
بالرغم من بعد قرية السماكيه الجغرافي، إلّا أن الله أكرمها بكهنة رعاة مليئين محبّة وغيرة على النفوس. يشهد على ذلك عدد الكهنة والراهبات الكبير الذي خرج من هذه الرعية، لاسيما الدعوات إلى الحياة الكرملية في منتصف القرن الماضي.
كان كهنة البطريركية اللاتينية أول مَن أدخل الكاثوليكية إلى شرق الأردن. فمنذ عام 1866 كان الأب دي أكتِس (De Actis)، كاهن رعية نابلس، يقوم بزيارات منتظمة إلى شرق الأردن، بينما كان الأب جان موريتان (Jean Morétain) أولَ كاهن أقام بشكل دائم في السلط، وكان يزور، انطلاقًا من السلط، القرى القريبة منها. كانت هذه نقطة البداية لرعايا نراها اليوم نشيطة في الأردن، ومنها رعية السماكيه التي أسّسها الأب اسكندر عام 1912.
وهكذا، في عام 1927، أصبح لرعية السماكيه كنيسة ودير ومدرسة للأولاد وأخرى للبنات. كان المؤمنون يمارسون الشعائر الدينية بشكل منتظم، ما عدا أشهر الصيف حيث كانوا يتركون القرية للقيام بأعمال الحصاد.