Logo
تبرع الآن

رعية اللاتين في ماعين - كنيسة القديس يعقوب الصغير

رعية اللاتين في ماعين

اسم ماعين القديم هو بعل ميعون Baal-Méon وأتى ذكره في سفر يشوع بن نون (13، 17). وعندما دخلت المسيحية إلى مأدبا في القرون الأولى دخلت إلى ماعين أيضًا، وذلك قبل مرسوم ميلانو عام 313 لأن عمان ومأدبا أعطتا شهداءً عام 303 زمن اضطهاد ديوكلسيانوس Diocletianus. وقد تم اكتشاف أربع كنائس على الأقل في ماعين تعود إلى القرون الأولى.

يذكر المؤرّخ أوزيبوس Eusebius ماعين على أنها قرية صغيرة، وكذلك القديس ايرونيموس Ieronimus  (القرن الرابع) الذي يذكر مياه ماعين المعدنية.

كنائس ماعين:

  • الكنيسة الأولى: تقع على تلة مرتفعة (Acropole) وتم اكتشافها بالصدفة عام 1934 وطولها 16 مترًا وعرضها 9 أمتار، وكانت أرضيّتها مفروشة بالفسيفساء وبأسماء أماكن مسيحية أخرى في المنطقة، مع ما تبقّى من كتابة تقول: "وحينئذ يقدمون على مذابحك العجول" (مزمور 51، 21). وعلى باب الكنيسة جملة أخرى: "هذا هو بيت الرب ومنه يدخل الصديقون" (مزمور 117، 20).   
  • الكنيسة الثانية: تعود إلى نفس الحقبة وتقع على المنحدر الغربي للتلّة المذكورة، ولها ثلاث حنايا، تم اكتشافها عام 1977 مع كتابة تعود إلى نهاية القرن السادس وتذكر حمامات ماعين.
  • الكنيسة الثالثة: وتدعى "كنيسة الدير" وتم اكتشافها عام 1972 على تلة قريبة من القرية من جهة الجنوب، ولها ثلاث حنايا، وطولها 16 مترًا، مع كتابة تقول: "لخلاص وحماية الحاكم ثيودور Théodore العظيم تم حفر وبناء هذا البيت المقدس...". ثم كتابة أخرى  تقول: "اذكر برحمتك يا رب يوحنا عبدك الخاطئ".
  • الكنيسة الرابعة: تقع غرب القرية ولم يبقَ منها إلا قطعة صغيرة من الكتابة تقول: "لراحة نفس أناستازيوس Anastasius".

 كما وُجدت آثار كنيسة أخرى على طريق حمامات ماعين في عين قطارة، على بعد خمسة إلى سبعة كيلومترات من ماعين. ووُجد في نفس المكان دير، ومقبرة في عين مينيا.

بقي مسيحيو ماعين ناشطين حتى نهاية العهد الأموي عام 750، إلا أن زلزال عام 746 سبب دمارًا كبيرًا في المنطقة. ومنذ ذلك الحين لا نجد أثرًا لماعين.

ألف سنة تحت التراب. بقيت المنطقة ممرًا للبدو الرحل كلّ هذا الفترة. وحتى تحت حكم سليمان القانوني الذي أجرى إحصاءً للمنطقة بأكملها، لا نجد ذكرًا لماعين. لكن في عام 1806، مرّ بالقرية مكتشفٌ الماني اسمه سيتسن Seetzen. جاء من السلط إلى العال وحسبان  وجلول ومأدبا (1806)، يقول في مذكراته: "وبعد قرية التيم بنصف ساعة، تظهر آثار ماعين". ثم مرّ سائح سويسري اسمه بوركهارد Burckhardr  عام 1812 وذكر ماعين "على مسافة ثلاث ساعات إلى الجنوب الغربي من حسبان".

عودة ماعين إلى الحياة. عادت ماعين إلى الحياة عام 1886 بعد أن أتت عشائر العزيزات والكرادشة والمعايعة من الكرك واستقرّت في "خربة" مأدبا عام 1881. أتت حينها بعض العائلات من حمولة الحدادين مع خيمها وماشيتها  من الكرك واستقرّت في ماعين، وكانوا يأتون إلى مأدبا ليعمّدوا أطفالهم.

 أرسلت العانية الإلهية "عائلة البشارة الصغيرة" لتسكن في ماعين وتهتمّ بالرعية روحيا وراعويا. ففي 11 شباط عام 1983، أوكل البطريرك يعقوب بلترتي رعية ماعين إلى رهبان الأب دوستّي. بنى الرهبان والراهبات مساكن لهم في أرض الدير، وأعادوا هيبة الكنيسة التي كانت مهملة منذ سنوات.

عام 2016 بلغ عدد سكان ماعين حوالي 8000 نسمة، مسلمون ومسيحيون. ابتدأ بناء دير الرهبان في شهر أيار عام 1983، وسكن الرهبان والراهبات عام 1984، كما تمّ افتتاح للكنيسة بعد أن رمّمها الرهبان ترميمًا شبه كامل، وكرّس البطريرك يعقوب بلترتي هيكل الكنيسة في 6 تموز عام 1986. ومنذ ذلك الحين، أصبح "دير الرهبان" في ماعين منارة روحية لمسيحيي ماعين ولسكان الأردن قاطبة.

الصور أدناه من مكتب الارشيف التاريخي التابع للبطريركية اللاتينية - القدس