Logo
تبرع الآن

راهبات القلبين الأقدسين

The sisters of Saint Dorthy

الأرض المقدسة - يلبسون اللون الأزرق أو البني أو الأبيض ... يعملون في المكاتب والمدارس والمؤسسات والكنائس ... ويلبسون الصليب وخاتم التكريس وغطاء الرأس على رؤوسهم ... هم الحجارة الحية للكنيسة الأم، يعملون بهدوء لأجل ازدهار الكنيسة. قام طاقم العمل في موقع lpj.org بزيارة عشر رهبانيات نسائية في الأرض المقدسة للتعرف عليهم، في هذا اللقاء سنتعرف على راهبات القلبين الأقدسين.

تم تأسيس الرهبنة من قبل القديس الإيطالي جيوفاني أنطونيو فارينا عام 1836، في البداية كانت الرهبنة مكرسة لتعليم الفقراء فقط، أما الآن فتخدم المرضى والصم والبكم وكذلك الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في النطق ويعانون من ضعف في السمع.

معلمات مكرسات للخدمة

قرر القديس جيوفاني تأسيس رهبنة تختص بتعليم الفتيات بعد أن أوكل بمهمة إنشاء مدرسة خاصة لهن.
حيث قام بإنشاء المدرسة عام 1831 وعين معلمات برواتب شهرية ولكن سرعان ما عبر عن رغبته في تعين نساء مكرسات يعشن في نفس المبنى ويشرفن على تربية الأجيال الصاعدة، لذا رهبنة القلبين الأقدسين.

 

القديس جيوفاني أنطونيو فارينا

بعد وفاته انتشرت الرهبنة خارج إيطاليا، تم إنشاء دير في الإكوادور عام 1924 وفي الأراض المقدسة عام 1927، بُنّي فترتها مدرسة للأيتام ومزار سيدة فلسطين في دير رافات، كما عملت الراهبات في البطريركية اللاتينية والمعهد الإكليركي.
وتشرح لنا الأخت أنستاسيا قائلة: "كنا مسؤولين عن إدارة المنزل، كما كنا نخدم في مستشفى الأمراض العقلية في بيت لحم، وفي الأديرة المتواجدة في القدس وراتسبون وعكا وبيت آرام. أما اليوم، نعمل في الرعايا والمدارس والبعض منا يعملنّْ كممرضات وأطباء، حيث نخدم دائماً الفئة الأكثر فقراً واحتياجاً في المجتمع".

تم تغيير موقع الرهبانيات، حيث يتواجد اليوم أديرة في كل من القدس، والجليل، وبيت لحم، والأردن.
تعمل الراهبات في الدير الإقليمي وبيت العجزة في دير القدس الذي تم تأسيسه عام 2008، اما في الجليل يعملنّ مع رعايا الروم الملكيين الكاثوليك لخدمة العائلات والشباب والمرضى، وفي الأردن يخدمن في الرعايا والمدارس التابعة للبطريركية في الزرقاء والهاشمي ،وأخيراً في بيت لحم يخدمن في معهد إفتح الذي أسسه البابا بولس السادس.

تستقبل راهبات القلبيين الأقدسين أطفال الصم والبكم من عمر الحضانة حتى المدرسة في مؤسسة إفتح في بيت لحم

معهد إفتح

قام البابا بولس السادس – الذي  أطلق عليه بطريرك الروم الأرثوذكس أثيناغوراس الأول  لقب "البابا ذو القلب الكبير" – في كانون الثاني عام 1964 بأول زيارة رعوية له الى الأرض المقدسة، وإذ أدهشه العدد الكبير من أطفال الصم والبكم في بيت لحم والمناطق المجاورة لذا دعا إلى بناء مؤسسة خاصة بهم.
 عرضت عليه رئيسة راهبات القلبين الأقدسين، الأخت إيرما، قطعة أرض لبناء هذه المؤسسة.... وافق البابا وطلب منهم تولي إدارة المعهد، وفي 30 حزيران 1971، بفضل جهود البطريرك ألبرتو غوري والبعثة البابوية، تم افتتاح معهد إيفتح من قبل الكاردينال ماكسيميليان، الرئيس الأعلى لفرسان القبر المقدّس في ألمانيا.

"بدأنا بالمشروع قبل مجيئ البابا ولكن بفضله تم العمل بسرعة على المشروع" ، توضح لنا الأخت أناستاسيا: "تم دراسة الموضوع وبعد ستة سنوات من العمل استقبل المعهد أول خمس وعشرون طالباً، ستة منهم من سكان الأردن، هذا العام، قمنا باستقبال حوالي 200 شخص".

عرض دبكة للأطفال في معهد إفتح

حالياً يعمل أكثر من خمس وثلاثون معلم ومعالج للنطق في معهد إفتح حيث يساعدوا طلاب الصم والبكم على الاندماج في المجتمع واستعادة قدرتهم في التكلم، تقول الأخت أناستاسيا: "يهدف معهدنا على توفير العلاج النُّطقي، لمنح جميع الأطفال الفرصة للتعبير عن أنفسهم ".

يستقبل معهد إفتح الطلاب من عمر أقل من عام  وبأعداد قليلة حيث لا يتجاوز العدد خمسة عشر طالباً، حتى يتمكنوا من تحقيق الهدف، أي استرجاع القدرة على التكلم بالكامل، توضح لنا الأخت أناستاسيا: " لدينا الكثير من الحالات الصعبة حيث لا يستطعون نطق بكلمة واحدة، ولكن تدريجيا وبفضل جلسات العلاج اليومية يصبحون قادرين أن يعبروا عن ذاتهم".

 

تحتل الأنشطة اليدوية مكانا مهما في برنامج الطلاب... الممرات في معهد إفتح مزينة بالرسومات والإبداعات الفنية للأطفال.

يشرف على المعهد أربع راهبات، بما في ذلك أخصائية علاج للنطق، وهي الأخت أمل حجازين من الأردن، ويوجد أيضاً راهبة من إيطاليا مسؤولة عن تنظيم الأنشطة اليدوية للطلاب، ولكن جميع الراهبات يتعاونَّ في إدارة المدرسة الداخلية للفتيات، تشرح لنا الأخت أناستاسيا، المسؤلة عن قسم الداخلي: "نحن نستقبل الفتيات اللواتي يعيشنَّ بعيدا عن عائلتهنَّ  ويصعب عليهم التنقل بسبب نقاط التفتيش، ولكن نستقبل عدد قليل من الفتيات لأن المساحة محدودة، في السابق، كنا نستقبل الصبيان أيضاً".

شغف الأخت أناستاسيا بالخدمة في الأرض المقدسة

جميع راهبات القلبين الأقدسين من الجنسية الإيطالية أو الأردنية أو الفلسطينية باستثناء الأخت أناستاسيا من جنوب غرب افريقيا، وهي أول أخت من الجنسية الأيفورية تخدم في الأرض المقدسة. تبتسم وتقول لنا: " تختلف قصة مجيئي الى الأرض المقدسة عن الراهبات الأخرى...إنها قصة مميزة".

الأخت أنستاسيا

"أتيت الى الأرض المقدسة قبل عشرة سنوات، نشأت في عائلة متدينة جدا، لذلك نمت دعوتي في سن مبكر.  وانضممتُّ الى رهبنة القلبين الأقدسين في بلدي بسبب نشاطهم، ثم ذهبت إلى إيطاليا لبدء الفترة التحضيرية. أبرزتُّ نذوري الأولى عام 2004 و الدائمة عام 2011".

"منذ صغري تأثرت برياضة درب الصليب والجمعة العظيمة، وأتذكر إنني تأثرت كثيرا عندما سمعت عن هجرة المسيحين، لذلك قررت الذهاب لكي أحافظ على الوجود المسيحي في الأرض المقدسة".

كلما كبرت الأخت أنستاسيا زاد تعلقها في الأرض المقدسة، لذلك عندما أصبحت راهبة، عهدت نفسها بالذهاب اليها. لكنها لم تعبر عن هذا لأحد... حتى عام 2006، عندما سلمت رغبتها بالكامل الى العذراء مريم خلال رياضة روحية. تقول لنا: "لم أتوقف في التفكير عن الأمر، لذلك سلمت الام مريم هذه الرغبة التي اضرمت النار في قلبي، وبعد شهر ونصف، عندما كان من المفترض أن أغادر لإكمال الفترة التحضيرية في إيطاليا، تم إخباري إنني سأكمل تلك الفترة في الأرض المقدسة".

الأخت أناستاسيا مع الراهبات، يقفن أمام دير القديس فرنسيس في العلية الصغيرة بمناسبة افتتاح المجمع الإقليمي  

وهكذا عام 2007 تحققت رغبتها، ولكن عندما أنهت الفترة التحضيرية تواجب عليها العودة إلى بلادها. لذلك أخبرت رئيستها عن محبتها للأرض المقدسة، مشددة على رغبتها بالعودة في يوم من الأيام إذ أتيحت الفرصة.
وبعد مرور فترة وجيزة من إبراز نذورها الدائمة إرسلت من جديد إلى الأرض المقدسة بشكل دائم.

تقول لنا: "جئت بالأول إلى بيت لحم، ثم قضيت عاما في الأردن قبل إرسالي إلى القدس ثم إلى عكا، حيث كان لدينا دير صغير، أما اليوم، إنني أخدم في معهد إفتح في بيت لحم ولكنني سأعود قريبا إلى القدس، الى الدير الإقليمي".

حصلت الأخت أنستاسيا على شهادة تتيح لها لتعليم أطفال الحضانة وطلاب المدرسة الابتدائية.

بالإضافة إلى كونها مديرة معهد إفتح حصلت الأخت أنستاسيا على شهادة تتيح لها لتعليم أطفال الحضانة وطلاب المدرسة الابتدائية. وتشرف على الجماعة الأفريقي الناطقة باللغة الفرنسية في الأرض المقدسة، تقول: "المسؤل السابق لهذه الجماعة كان كاهنا من جمهورية الكاميرون وعندما عدت هنا عام 2011 دعاني لحضور القداس الإلهي للرعية وهكذا تعرفت عليهم، عينت مرشدة عام 2018، وأعمل مع اثنين من طلاب الكهنوت لتنظيم الأنشطة – التي تقام كل أسبوع في يافا (تل أبيب)".

لمحة سريعة

  • الاسم: راهبات القلبيين الأقدسين.
  • المؤسس: † القديس جيوفاني أنطونيو فارينا
  • اختصار: SDVI
  • الموهبة: تتمحور حول الرحمة والمحبة، التكرس لقلب مريم الطاهر وقلب يسوع الأقدس.
  • الروحانية: "تجسيد حب القلب الأقدس من خلال خدمة الآخرين" - "تقديم شهادة حية لمحبة الله" - "تقديم الرعاية والخدمة للفئة الضعيفة في المجتمع، وخاصة الفقراء بالروح والجسد جسدا".
  • بلد المنشأ: ايطاليا
  • التواجد اليوم: إيطاليا، المكسيك، كولومبيا، الإكوادور، البرازيل، ساحل العاج، توغو، إسبانيا، إنجلترا، بولندا، أوكرانيا، رومانيا، الهند، والأراضي المقدسة.
  • اللباس: ثوب أسود بالكامل، باستثناء البلدان الحارة ، حيث ترتدي الأخوات اللون الأبيض. بالنسبة لبلدان مثل الأرض المقدسة وإيطاليا، فإنها تغير من الأسود إلى الأبيض اعتمادا على الموسم. بالإضافة الى ميدالية القلب المقدس التي يرتدونها باستمرار كرمز إلى روحانية الرهبنة.
  • معلومات أخرى: إلى جانب رهبنة القلبين الأقدسين، هناك ثلاث رهبنات أخرى تحت رعاية القديسة دوروثي: راهبات القديسة دوروثي من بلدة كيمو في أيطاليا، وراهبات فراسنتي والأخوات "السيد" للقديسة دورثي (Suore maestre di Santa Dorotea).
  • الموقع: https://sdvi.org