نيافة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا حفظه الله
بطريرك القدس للاتين
تحية المودة والتقدير، وبعد؛
أتقدم إليكم وإلى جميع أهلنا في غزة وفلسطين عموماً بخالص مشاعر العزاء وأصدق معاني المواساة لوفاة وإصابة عدد من أبناء رعيتكم في القصف العدواني الذي استهدف كنيسة العائلة المقدسة للاتين في غزة. وهي الكنيسة التي قدمت الكثير من الدعم الإنساني والإغاثي لأبناء المجتمع من مسلمين ومسيحيين، فشمل ذلك تقديم مساعدات إنسانية، وإيواء مئات النازحين الذين فقدوا منازلهم، وتوفير ما استطاعت من غذاء وخدمات طبية عاجلة للمرضى والمصابين بالتعاون مع الفرق الطبية التابعة للجمعيات والمستشفيات مثل كاريتاس وغيرها.
أمام استمرار الاعتداءات على اماكن العبادة وسفك دماء المصلين، وأمام ما نراه من اعتداءات متكررة على أرواح المصلين الآمنين، أقول إن هذه الاعتداءات هي جريمة كُبرى لا يقبلّها إنسان، فالمساجد والكنائس ودور العبادة هي بيوت الله، ومُصّلى للمؤمنين به. وهذا مساس بحرية العبادة المكفولة إنسانياً وقانونيناً وأخلاقياً ولا يمكن لها أن تتجزأ أو أن تتشارك.
ورغم كل شيء يقف مسيحيو غزة كما مسلميها، صامدون في وجه الظلم والدمار والعنف والترهيب منذ بداية الحرب.
وفي هذا الوقت العصيب، نشارككم الألم، ولكننا أيضاً نستمد من صمودكم وثباتكم رجاءً متجدداً. فالكنيسة التي شهدت عبر تاريخها للحق وسط المحن، تواصل اليوم شهادتها في وجه الظلم والاستبداد.
أسأل الله العلي القدير أن يملأ قلوبكم بالسكينة والسلام وأن ينعم برحمته وعفوه على الضحايا وأن يلهم أسرهم وأحبتهم الصبر والسلوان، كما نتمنى الشفاء العاجل للمصابين ولكاهن الرعية، الأب غابرييل رومانيلي، إنه سميع قريب مجيب.
الحسن بن طلال
عمان في 25 محرم سنة 1447 هجرية
الموافق 20 تموز سنة 2025 ميلادية